الجزائرـTSAعربي: شهدت شوارع العاصمة و ساحاتها العمومية، اليوم الأربعاء، انزالا أمنيا غير مسبوق، منعا لأي تجمع لمناضلي التكتل النقابي الذي أشهر راية الغضب في وجه الحكومة عبر أربعة قطاعات حيوية (التربية، الصحة، التكوين و البريد) في إضراب وطني يحمل إعذارا للوصاية بأن الشارع سيكون منبرنا مستقبلا حسب ممثلي التكتل النقابي. وتحسبا لأي انزلاق يتعارض وقانون منع التجمعات في العاصمة، تحركت الآلة الأمنية في شكل استنفار كاد يغلّب عدد أصحاب البدلة الزرقاء على عدد المواطنين في العاصمة.

تضييق واعتقالات بين صفوف مستخدمي الصحة والأطباء المقيمون

TSAعربي، وقفت منذ الساعات الأولى لنهار اليوم على وضع شوارع العاصمة من ساحة المعدومين و الى غاية شارع بابا الواد في العاصمة. لتنقل صورة موحدة تعكس حالة  الاستنفار الأمني  غير المسبوق منذ سنوات عبر  كل شوارع  و ممرات و مداخل و مخارج العاصمة، خاصة على مستوى  محطات و مواقف الميترو و القطار ..منعا لاي تجمع من شانه إرباك الوضع الأمني الذي تحرص  الحكومة على ضبطه في  العاصمة.

ورغم سلسلة التضييقات التي مورست ضد النقابيين و المناضلين، أكد التكتل النقابي، نجاح الإضراب اليوم الأربعاء في شل أربعة قطاعات عبر 48 ولاية (التربية، الصحة، التكوين و البريد)، مندّدا بالتضييق الأمني الذي تعرض له عديد المناضلين من قبل عناصر الشرطة خاصة على مستوى الجزائر العاصمة.

 وحسب تصريح رئيس النقابة المستقلة لمستخدمي الصحة العمومية الياس مرابط لTSAعربي، فقد قامت قوات مكافحة الشغب منذ ساعات باعتقال عدد من الأطباء (من بينهم نساء) من إطارات النقابية المركزية. منعا لإلتحاقهم بالتجمع الذي كان مقررا أمام ولاية الجزائر العاصمة، فيما لا يعلم لحد الساعة حسب ذات المصدر وجهة المعتقلين. وندّد ذات المتحدث بحالة التضييق الذي شنها الأمن ضد النقابيين والمناضلين، مؤكدا غلق كل الطرقات والمساحات أمام المناضلين، ومنع ممثلي النقابات من الالتحاق بمقر التكتل منذ الصباح حيث تم تطويق المكان بالعشرات من رجال الشرطة.

نسبة الاستجابة للإضراب الوطني 75 بالمائة

 وفيما يتعلق بنسبة استجابة مستخدمي الصحة العمومية لإضراب أكد مرابط  وصولها إلى 75 بالمائة وطنيا،  فيما  بلغت نسبة الاستجابة على مستوى الولايات: 69 بالمائة في تيزي وزو، و80بالمائة في البليدة،و70 بالمائة في غليزان و تلمسان ، و 60  في مستغانم و 70 في قسنطينة، و 76 بالمائة في العاصمة..

 و يأتي إضراب مستخدمي الصحة العمو مية،  ليعزز اضراب الإطباء المقيمين  الذين  وقفوا اليوم عبر كل المؤسسات الاستشفائية  في  48 ولاية تنددا بتنفيذ وزار ة الصحة لتهديداتها بخصم الأجور، و ذلك حسب تصريح المكلف بالإعلام على مستوى التنسيقية الوطنية  للأطباء المقيمين حمزة بوطالب لـtsaعربي ، و الذي أكد إصرار  المضربين على مواصلة  حركتهم الاحتجاجية  خاصة بعد سلسلة الاعتقالات التي طالت مساء أمس الثلاثاء(الساعة الثامنة ليلا)، عددا من الأطباء المقيمين خارج أوقات العمل لأسباب يؤكد محدثنا أنها غير قانونية.

الكناباست ترفض تعليق الاضراب

من جانبه أكد المكلف بالإعلام والمتحدث الرسمي باسم المجلس الوطني المستقل لمستخدمي التدريس للقطاع ثلاثي الأطوار، مسعود بوديبة في تصريح لـTSAعربي، وصول نسبة استجابة الأستاذة اليوم للإضراب الوطني  إلى 75 بالمائة، منددا بحالة التضييق التي تعرض لها المناضلون اليوم خاصة على مستوى الجزائر العاصمة. فيما أبدى بوديبة رفضه التام للعودة إلى طاولة الحوار مع وزير التربية نورية بن غبريت التي تشترط تعليق الاضراب ، مؤكدا بأن اجتماعها أمس مع اللجنة التوافيقة (الائمة و المحامين)، لم يأتي بجديد وهو ما اعتبره دليلا  على إرادة الوصاية في إبقاء الأمور على ما هي عليه، و تواصل تعفن  الوضع في قطاع التربية.

و يعتزم أعضاء التكتل النقابي عقد اجتماع يوم 17  فيفري الجاري، لتحديد خطوتهم المقبلة  في مسار التنديد بتجاهل الحكومة لمطالب العمال و رفضها الجلوس الى طاولة  الحوار الجاد و المجدي مع الشريط الاجتماعي.