search-form-close

الجزائريون بمشاعر ثنائية في جمعة استثنائية .. عين تحمي الحراك و أخرى تترقب الأفناك

  • facebook-logo twitter-logo

الجزائر – TSA عربي: أثبت الجزائريون مرة أخرى، أنهم لا يستطيعون التخلف عن المشاركة في مرحلة ما بعد 22 فبراير، وسيظلون أوفياء للحراك ولمطالبهم السياسية حتى لو تزامن ذلك مع حدث رياضي تاريخي، يتمثل في وصول المنتخب الوطني إلى نهائي كأس أمم إفريقيا المقامة بمصر، والتي قد تكون من نصيب”محاربي الصحراء” في حال تحقيق رفقاء رياض محرز الفوز على السينغال.

بينما طار الآلاف من الأنصار الجزائريين إلى القاهرة لتشجيع المنتخب الوطني، على أمل العودة بالسيدة الكأس، خرج الآخرون إلى الشوارع مجددًا لاستكمال الجمعة الثانية والعشرين من عمر الحراك، فيما بدى وكأنه تقاسم للأدوار بين الجماهير التي تعتقد أن وصول الخضر لنهائي “الكان” ما هي إلا بركة من بركات الحراك.

حصار أمني

ومقارنة بالجمعات الماضية، فرضت الآلة الأمنية، قبضتها أكثر على الشارع، من خلال تعزيزات مشددة على ساحتي موريس أودان وساحة البريد المركزي، وكل الطرق المؤدية إليهما مرورًا من شارع ديدوش مراد وصولًا إلى شارع عبد الكريم خطابي، وسط العاصمة خصوصًا في الفترة الصباحية، لكن دون تسجيل اعتقالات وسط صفوف المتظاهرين بخلاف المسيرات السابقة.

تلك الإجراءات لم تمنع المتظاهرين من السير وترديد شعارات سياسية تؤكد تمسكهم بمطلبهم القديم بإبعاد رموز نظام الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة من إدارة المرحلة المقبلة، وتحرير الجزائر من العصابة الفاسدة التي نهب البلاد، على غرار “ليبيري لالجيري” و” جزائر حرة ديمقراطية”، “إرحلوا إرحلوا “، و”يونامار من هاد البوفوار”، التي دوت في الشوارع.

كما ردّد متظاهرون شعار “سلمية، سلمية”، وهم يمرون قرب المركبات التابعة لقوات الشرطة التي تم ركنها بالقرب من بوابة البريد المركزي.

وقال عدة متظاهرون لـ”tsa عربي” إن استمرار الحراك بالنسبة لهم قضية وطن من أجل إرساء دولة الحق والقانون، والتخلف عنه يعني العودة إلى ما قبل 22 فبراير، خصوصًا وأن السلطة الحاكمة ترغب في “تجاوز الضغط السياسي” من خلال الانخراط في الحماس الرياضي الذي يعيشه الشعب.

حافلات لنقل الأنصار

وبينما كان المئات من المتظاهرين يهتفون بشعارات سياسية، تقدمت حافلات من ساحة الحراك بالعاصمة، سخرتها السلطات العمومية، على ما يبدو، لنقل الأنصار إلى ملعب 5 جويلية ومنتزه الصابلات أين تم نصب شاشات عملاقة لمشاهدة المباراة النهائية بين الجزائر والسينغال.

لكن المبادرة لم تجد صداها لدى الجماهير على الرغم من انتظارها بشوق لمباراة نهائي الكأس، وعبّر عدد كبير من المواطنين عن رفضهم الانخراط في المبادرة، معتبرين أنها “خطة” لإفراغ الحراك، من خلال استغلال الحدث الكروي المقام بالقاهرة، والذي ترغب الحكومة توظيفه لصالحها على أمل ربح مزيد من الوقت أمام ارتفاع منسوب الرفض الشعبي الداعي لرحيلها.

وقال أحد المتظاهرين “بينما يتم غلق كل المنافذ المؤدية للعاصمة من أجل منع القاطنين من المناطق المجاورة من المشاركة في الحراك يتم تسخير حافلات لنقل الأنصار إلى الملاعب والساحات العمومية التي تنقل فيها على المباشر مباراة الخضر”. وفي رد على الحكومة، هتف عدة متظاهرون بساحات الحراك بالعاصمة بشعار “الكرة لن تلهينا عن السياسة”.

صباح للحراك وأمسية للأفناك

وبعد صبيحة سياسية، وفراغ المتظاهرين من المسيرة 22 من الحراك الشعبي، استعد الأنصار للأمسية الرياضية، بكل حماس لمشاهدة المباراة النهائية التي ستجمع الجزائر مع السينغال في سهرة كروية مشوقة.

وإرتدى الأنصار بمختلف شرائحهم وأعمارهم “أطفال، كهول، نساء، رجال، شيوخ” أقمصة المنتخب، وحملوا في أيديهم الرايات الوطنية، بينما عمت أصوات الأغاني الرياضية وأبواق السيارات أرجاء الشوارع والأحياء، والأمل واحد وهو عودة كتيبة جمال بلماضي بالكأس القارية حتى تعم الأفراح كل ربوع الوطن.