search-form-close

الجزائر- بوتفليقة يُوجه رسائل قوية لخصومه.. فمن المُستهدف؟

  • facebook-logo twitter-logo

الجزائرـ TSAعربي: على غير العادة، حمل خطاب الرئيس بوتفليقة في لقاء جمع الحكومة مع الولاة، عبارات قوية ورسائل تحذيرية لجهات معنية دون أن يُحددها. فمن هم الجاحدون والناكرون لإنجازات بوتفليقة ومن أولئك الأشخاص الذين يُناورون سياسيًا على مقربة من رئاسيات 2019 يا ترى؟ .

وقف جميع من كان في قاعة المؤتمرات بقصر الأمم غرب الجزائر العاصمة، تصفيقًا، بمجرد إنتهاء الأمين العام لرئاسة الجمهورية حبة العقبي، من قراءة رسالة الرئيس بوتفليقة التي كانت مُوجهة في ظاهرها إلى ولاة الجمهورية، لكن باطنها كان أعمق بكثير وتعدى أسوار قصر الأمم، وهو المكان الذي كان شاهدًا على خطاب بوتفليقة.

رسالة الرئيس حملت الكثير من “العتاب والتحذير” من مناورات سياسوية تظهر مع اقتراب كل محطة حاسمة من مسيرة الشعب الجزائري”، لكن “هذه النوايا المبيتة سرعان ما تختفي بعد أن يخيب الشعب الأبي سعيها”، وفق تعبير بوتفليقة.

نص الخطاب ذهب إلى حد التشكيك في قدرة الخصوم على قيادة البلاد، فهؤلاء من منظور بوتفليقة “مغامرين ويُسوقون لثقافة النسيان والنكران والجحود، لا يُمكن أن يكونوا أبدًا سواعد بناء وتشييد، فهم يخفون وراء ظهورهم معاول الهدم التي يسعون لاستخدامها من أجل الزج بالبلاد نحو المجهول”.

ودون أن يفوت فرصة الرد ضمنيًا على دعاة تدخل الجيش في الساسية والداعين لإنتقال ديمقراطي، قال الرئيس “البعض يختزل رهانات الحاضر والمستقبل في تغير وتعاقب الوجوه والأشخاص، وهم يروجون لهذا التوجه لحاجة في نفس يعقوب”، موجهًا خطابه للولاة “لكن أنتم من تعملون في الميدان وتغالبون التحديات الأمنية والاجتماعية والاقتصادية يوميًا، أكثر الناس دراية بأن الرهان يتجاوز ذلك بكثير”.

بوتفليقة عاد بالحاضرين عبر رسالته إلى فترة توليه الحكم شهر أفريل 1999، والبلد يغرق في أزمة أمنية واقتصادية مرهقة وعصيبة، حيث أوضح “لقد سعينا بصدق وإخلاص إلى إخراج أبناء هذه الأمة من فتنة التناحر وكابوس الهمجية الذي استحكم فيها، مستلهمين عزمنا من قيم نوفمبر الخالدة وشيم التسامح والأخوة والوئام”.

وكانت المناسبة ليُعدّد الرئيس إنجازاته المحققة طيلة الـ 20 سنة الماضية “عملنا على العودة بالبلاد من جديد إلى جادة التنمية، بإعادة بناء ما أمعنت في تهديمه قوى الشر والدمار، وتحقيق إنجازات عمومية كبرى في مدة لا مكان فيها للتواني”.

بوتفليقة حتى وإن لم يُعرب صراحة عن نيته في الترشح لعهدة رئاسية جديدة إلا أنه بعث برسائل مشفرة قد تُفهم على أنها رغبة في الإستمرار بحسب مراقبين، حيث يقول في السياق”ما تم القيام به لحد الآن ليس سوى مرحلة تليها مراحل من مسار طويل، فما زال أمامنا الكثير من التحديات، ولا يمكن، بعد ما تم من عمل أن نعود إلى الوراء ونأخذ بطروحات مثبطة انهزامية لا غاية منها سوى تعطيل مسيرتنا”.

على ما يبدو فإن رسالة بوتفليقة كانت موجهة أيضًا إلى دوائر خارج البلاد، في شكل رد واضح وصريح على الإنتقادات والتقارير الدولية التي طالت الوضع السياسي والإقتصادي في فترة توليه زمام الأمور وهو ما يفسر الفقرة الواردة في نص الخطاب”من الطبيعي اليوم أن تستهدف الدوائر المتربصة والخلايا الكامنة استقرار البلاد وتتكالب عليها قصد تثبيط همتها والنيل من عزيمة أبنائها”.

الأكيد أن ما قاله بوتفليقة سيسمعه الجميع وسيفهم البعض مغزاه جيدًا، لكن مابقي الآن سوى التساؤل عن الخطوة القادمة لرئيس الجمهورية في غضون الأيام المقبلة التي ستكون حُبلى بالأحداث من دون شك.