search-form-close

الجزائر- غول يعُود بقوة إلى الساحة السياسية بمبادرة مثيرة للجدل

  • facebook-logo twitter-logo

الجزائر – TSA عربي: عاد رئيس تجمع أمل الجزائر، عمار غول ليُسجل حضوره كرقم فاعل في الساحة السياسية مع اقتراب رئاسيات 2019، ليس كحزب داعم لبرنامج الرئيس بوتفليقة فقط، وإنما كحامل لمبادرة “الإجماع الوطني”، فما سرُّ هذه الدعوة قبيل الرئاسيات، ومن يدعم غول ياترى؟.

تحول المؤتمر الوطني لتجمع أمل الجزائر (تاج) الذي إختتمت أشغاله اليوم السبت 15 ديسمبر، بتجديد الثقة في عمار غول كرئيس له، إلى فرصة للإشادة بالرجل وتشكيلته السياسية من طرف الحاضرين بمدرسة الفندقة بعين البنيان غرب الجزائر العاصمة.

واكتظت القاعة التي إحتضنت الحدث، بجمهور غفير من مناضلي الحزب الذين قَدِموا من كل ولايات الوطن، بالإضافة إلى عدة شخصيات يتقدمهم المستشار برئاسة الجمهورية، سعد الدين نويوات، رئيس المجلس الشعبي الوطني ومنسق قيادة حزب جبهة التحرير الوطني معاذ بوشارب، بالإضافة إلى الوزير الأول، والأمين العام لحزب التجمع الوطني الديمقراطي أحمد أويحيى، ورئيس الحركة الشعبية الجزائرية عمارة بن يونس.

قائمة الحضور شملت أيضًا رئيس الهيئة العليا المستقلة لمراقبة الانتخابات عبد الوهاب دربال، ممثلين عن حركة مجتمع السلم، البناء، إلى جانب منظمات جماهيرية كالاتحاد العام للنساء الجزائريات، الاتحاد العام للعمال الجزائريين، ومنظمة أبناء الشهداء وأعضاء من السلك الدبلوماسي المعتمد بالجزائر.

وقَدَّم غول تجمع أمل الجزائر، على أنه حزب وطني جامع لكل مكونات وأطياف المجتمع الجزائري، يرافع من أجل “لم الشمل وتجنيد الجميع لليقظة والتحلي بالمسؤولية بغرض المحافظة على الجزائر وتصحيح الاختلالات واستدراك النقائص واستخلاص العبر من الأخطاء والهفوات”.

وإعتبر غول في كلمة مطولة قرأها في اليوم الأخير من مؤتمره الأول أن “الإسراع في تحقيق الإجماع الوطني سيسمح بتحصين الجزائر من كل المخاطر ويفوت الفرصة أمام المتربصين والمستهدفين لأمننا واستقرارنا ووحدتنا”، دون أن يحدد الجهة التي يقصدها بمصطلحاته التي وظفها.

ليوضح بالمناسبة أن هدف المبادرة التي يدعو إليها حزبه، “تُعنى بأخلقة العمل السياسي والحياة العامة ومكافحة الفساد وكل الآفات التي تنخر مقومات ومؤهلات الدولة والمجتمع”.

وفي ندوة صحفية عقدها رئيس تجمع أمل الجزائر، عقب إختتام المؤتمر، أكد أن مبادرة الإجماع الوطني تحظى بترحيب الطبقة السياسية في الجزائر سواء من المعارضة أو الموالاة، مشيرا إلى أن كل الأحزاب عبرت عن رغبتها في المشاركة فيها بما في ذلك حزب طلائع الحريات الذي يقوده المرشح الرئاسي للإنتخابات 2014، علي بن فليس.

ولعل اللافت في كلمة غول أو حتى تلك التي قرأها منسق القيادة الجديدة لحزب جبهة التحرير الوطني، معاذ بوشارب، بإسم قادة التحالف الرئاسي، أنها لم تشر لا من قريب أو بعيد إلى الاستحقاقات الرئاسية القادمة التي من المقرر إجراؤها شهر أفريل 2019، واكتفى هؤلاء بالتأكيد على ضرورة استمرار الرئيس بوتفليقة في منصبه كرئيس للبلاد لاستكمال الإصلاحات التي باشرها قبل 20 عامًا.

وتُثير دعوة رئيس حزب “تجمع أمل الجزائر”، عمار غول، لعقد ندوة بعنوان “الإجماع الوطني”، لبحث مستجدات البلاد والخوض في إمكانية تأجيل الانتخابات الرئاسية، جدلًا واسعًا في البلاد، خصوصًا مع إقتراب موعد استدعاء الهيئة الناخبة.

وبالرغم من محاولة عمار غول إعطاء الانطباع بأن مبادرة الإجماع الوطني التي يُرافع من أجلها قابلة للتجسيد، وهي تحظى بالرعاية الرسمية لرئاسة الجمهورية، بدليل حضور مستشارها سعد الدين نويوات إلى ختام أشغال المؤتمر الأول لـ”تاج” إلا أن ذلك لا يعني أنها تلقى دعمًا مطلقًا من طرف أحزاب الموالاة التي تبدو تائهة ولا تحوز على المعطيات الكافية بشأن الوضع القائم في البلاد.

ولعل ما يترجم هذه القراءة، التصريحات التي أدلى بها صديق شهاب، الناطق باسم حزب التجمع الوطني الديمقراطي، عندما قال إنه “لا يرى داعيًا لتأجيل الانتخابات الرئاسية لأنه لا توجد أزمة سياسية في الجزائر”، مؤكدًا “نحن ملتزمون بالمواعيد الانتخابية وما يجعل الجزائر جدية هو أنها تحترم دائمًا المواعيد، وباحترام هذه المواعيد يُمكننا بناء مؤسسات مستدامة”.