search-form-close

الجزائر ـ “الفايسبوك” لمحاكمة البرامج الرمضانية وسلطة الضبط الغائب الأكبر

  • facebook-logo twitter-logo

الجزائر ـ TSA عربي: سجّلت البرامج الرمضانية التي تم عروضها ضمن شبكات القنوات المحلية طيلة الـأيام الماضية من الشهر الفضيل، سقطة تلفزيونية كبيرة أثارت ردود أفعال إعلامية و سياسية وجماهيرية، في غياب أي تصريح أو تعليق من سلطة الضبط المخولة قانونا بمراقبة المادة التلفزيونية قبل إلقاءها في وجه المشاهد الجزائري الذي بات في المقابل أكثر وعيا بممارسة حقه في نقد أي انتهاك لحرمة الشهر، و خصوصية العائلة الجزائرية. وهو ما يؤكده نبض مواقع التواصل الاجتماعي، التي تحوّلت لبوابة مفتوحة على نقد والرقابة. في انتظار   تحرك الجهات المسؤولة عن ذلك.

الجمهور يحاكم التلفويون عبر مواقع التواصل الاجتماعي

في موسم رمضاني ساخن تلفزيونيا، مع تصاعد حمى المنافسة بين القنوات   المحلية (الخاصة والعمومية)، سجّلت الشبكات البرامجية انسحابا واضحا إلى الابتذال والغلو في تجاوز كل محظور اجتماعيا واخلاقيا، من خلال تقديم برامج   لا تشبه الجزائريين بل وتقدّم صورة مغلوطة. من خلال برامج كاميرا خفية تقدم صور العنف المبتذل، وسلسلات فكاهية تنغمس في لغة الشارع المنبوذ في الأوساط العائلية، وبرامج سهرات تنتهك في الصميم الخصوصية الجزائرية. مظاهر كان لها الوقع الشديد على مواقع التواصل الإجتماعي خاصة الفايسبوك و   اليوتوب، الذين تحولا لمواقع نقد لاذع لاهم الأسماء التي صنعت الجدل هذا الموسم، و قد كان لبرنامجي الكاميرا الخفية “ردوا باركم” (قناة البلاد)، و”دار التكسار” (قناة الشروق) على أكثر نسبة انتقاد من قبل الجمهور الجزائري، التي  اعتبرها انتهاك لحرمة العائلة الجزائرية، شكلا و مضمونا. كما كان للسلسة الكوميدية “بوقرون”، حصة كبيرة من النقد الذي حاكم منتجة ومخرجة وبطلة العمل “ريم غزالي”، على ضعف هذا الإنتاج الذي تعرضه قناة الشروق على الجمهور.

سياسيون يتساءلون اين سلطة الضبط؟

وتأتي حملات النقد التي شنها الجزائريون عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لتغطي غياب الرقابة الرسمية لتلك الانتهاكات التي تمارس يوميا في حق المشاهد الجزائري. حيث وبعد نصف شهر رمضان ومعه نص الشبكة البرامجية لم يسمع لسلطة الضبط تعليقا على تلك الانتهاكات رغم انتقاد وزير الاتصال جمال كعوان شخصا منذ أيام والذي وصف تلك البرامج ” بالفارغة والمشجعة على العنف”. كما كان رئيس المجلس الإسلامي الأعلى قد التقى وزير الاتصال منذ أيام في ذات السياق اين عبر عن إسيائه من مستوى ما قدم هذه السنة. وهو نفس حال النائبة عن الاتحاد من أجل النهضة والعدالة والبناء، سامية خمري، التي كانت في رسالة رفعتها لوزير الاتصال، قد أبدت امتعاضها من انتهاك تلك البرامج لحرمة الشهر الكريم وطالب كعوان بتفعيل دور سلطة الضبط السمعي البصري.

المنافسة على رفع مستوى المشاهدة سبب في انهيار مستوى البرامج

وفي رده على سؤالنا بخصوص انتهاك القنوات الخاصة لضوابط العمل التلفزيوني، أكد مدير قناة ” BEURTV”، رضا مهيغني. بأن تسابق القنوات على رفع نسبة المشاهدة في الشهر الكريم، أدى بها الى التسابق على تقديم برامج من نوع الكاميرات الخفية التي يتم عرضها على المشاهد الجزائري تحت مسمى الترفيه لجرعة زائدة من الابتذال، مؤكدا بان سوق الاعلام الجزائري يسير ضد التيار فبدل ان تساهم المنافسة في رفع مستوى ما يتم تقديمه، باتت تساهم في   تقديم كل ما هو رديء. كما تساءل محدثنا عن دور سلطة الضبط التي يؤكد دورها في ضبط السمعي البصري الذي غرق في الاستسهال والاتسهتار بالذوق العام للجمهور الجزائري.