search-form-close

تخريب تمثال عين الفوارة لثالث مرة .. واستنكار واسع وسط الجزائريين

  • facebook-logo twitter-logo

أثار تخريب تمثال “عين الفوارة” رمز مدينة سطيف، استنكارا واسعا وسط الجزائريين، لا سيما عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وتسببت عملية تخريب التمثال صباح اليوم الاثنين على يد ملتحي، في تكسير أجزاء من تمثال المرأة الرخامية خصوصا على مستوى الوجه والصدر والأطراف السفلية. وهي ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها التمثال للتخريب حيث طالته محاولة التخريب العام 1997و2006.

ونال مظهر مخرب التمثال الحيز الابرز في نقاشات الجزائريين، لا سيما وأنه بزي ملتزم، ما يثير ان للعملية علاقة بالتشدد الديني من منطلق أنها تمثال لامرأة عارية، كما تب الشاعر الجزائري علي مغازي على صفحته على الفيسبوك، موجها أصابع الإتهام إلى مشايخ أفتوا في وقت سابق بعدم جواز ترك التمثال على حاله.

وفي تعليق له على الحادثة حمّل الفنان التشكيلي النحات محمد بوكرش، المسؤولين على قطاع الثقافة في الجزائر مسؤولية تخريب تمثال عين الفوارة، واستبعد بوكرش الدافع الديني لتخريب التمثال، وإن كان من اقدم على الفعل رجل “ملتحي”، مؤكدا بأن فعل التكسير لا يخرج عن إطار” إحتجاج” و “غضب” ذاك الرجل على الواقع معاش في ظل غياب سياسة ثقافية واضحة من شانها حفظ معالم الجزائر الثقافية.

وقال المختص في مجال النحت محمد بوكرش في تصريح لـtsa عربي ، بأن “المشكل ليس في تخريب تمثال “عين الفوارة” رغم ما يحمله من قيمة فنية و جمالية للمدينة، بل في مسببات هذا السلوك الذي لا نستبعد أن يطال معالم أخرى في الجزائر”، في ظل عدم قيام المؤسسات الثقافية في الجزائر بمهمتها بتثقيف المواطنين و بناء وعيهم المعرفي الثقافي بالفن التشكيلي الذي يعتبر حسبه لغة تتجاوز أي اعتبارات دينية. مؤكدا بان وزارة الثقافة ساهمت في تهديم المعالم حتى قبل ولادتها لأنها لم ترسي ثقافة تقدير قيمة المعالم الفنية لدى المواطن الجزائري.

 ويعتبر تمثال عين الفوارة أحد أهم المعالم التاريخية لمدينة سطيف في شرق الجزائر، حيث يعود تاريخ بناء النافورة إلى عهد الاستعمار الفرنسي حيث تم رفعه وسط المدينة العام 1899 بتوقيع من النحات الفرنسي”فرانسيس دو سانت فيدال”، و ذلك  حسب ما يؤكده محمد بوكرش. حيث تم تثبيت التمثال في  قلب المدينة القديمة وسط ثلاثة معالم دينية، المسجد العتيق، المعبد اليهودي، والكنيسة، وذلك وسط ساحة الاستقلال. .

وحسب تقارير إعلامية فقد اثار تمثال “عين الفوارة” قد تعرض لعدة محاولات تهديم وتخريب من قبل المتطرفين، بحجة أنه “صنم” أو بحجة أن التمثال يمثل امرأة عارية لا يجوز النظر إليها. حيث تم تفجير التمثال في افريل 1997 بقنبلة يدوية، ليتعرض مرة أخرى للتخريب من قبل أحد الشباب في 2006.