search-form-close

قايد صالح : “المطالب الأساسية للشعب تحققت بشكل كامل والجزائر ليست لعبة”

  • facebook-logo twitter-logo

الجزائر-TSA عربي: في خطاب جديد ألقاه من الناحية العسكرية الأولى بالبليدة، قال رئيس أركان الجيش الفريق أحمد قايد صالح، إن “المطالب الأساسية للشعب الجزائري قد تحققت بشكل كامل وبقيت مرحلة الانتخابات الرئاسية”، في وقت كشف عن “حيازة القيادة العليا على معلومات لمخططات معادية هدفها التأثير على مسار الأحداث التي تشهدها البلاد”، منبهًا إلى أن “الجزائر ليست لعبة في أيدي المغامرين”.

الفريق أحمد قايد صالح وأمام الضباط العسكريين أشار إلى أن “الجيش الوطني الشعبي الذي رافق ومنذ البداية مطالب الشعب الجزائري التي عبر عنها خلال المسيرات السلمية، يقدر اليوم رفقة الخيرين من أبناء الوطن أن المطالب الأساسية قد تحققت وبشكل كامل، وبقيت مرحلة الانتخابات الرئاسية وما يتعلق بها من ضبط الإجراءات الضرورية لإنجاحها”.

وفي رد ضمني على الأشخاص الذين يرفعون شعار “مكاش انتخابات مع العصابات”، ونداءات العصيان المدني التي ظهرت في الجمعة 24 من الحراك، علق رئيس أركان الجيش بالقول “نسجل أن بعض المجموعات الصغيرة المرتبطة بالعصابة، تصر على رفض كل المبادرات المقدمة والنتائج المحققة، من خلال رفع شعارات مغرضة ونداءات مشبوهة، تستهدف التقليل من أهمية ما تحقق، والتشبث بمطالب غير معقولة تجاوزتها الأحداث والإنجازات”.

بهذا الخصوص، دعا المسؤول العسكري “مختلف وسائل الإعلام الوطنية إلى عدم الوقوع في مغالطات أعداء الوطن، والإسهام البناء والفعال والإيجابي في هذا المسعى الوطني النبيل والمصيري في حياة الأمة، وعدم الانسياق وراء المخططات المشبوهة”.

مخططات معادية

الفريق أحمد قايد صالح، شرح أيضًا في خطابه أمام الضباط العسكريين أسباب تمسك قيادة الجيش بالحل الدستوري لتسوية الأزمة التي تعيشها البلاد، مشيرًا إلى “حيازة القيادة العليا على معلومات مؤكدة حول المخططات المعادية، التي تستغل الوضع الراهن في بلادنا، لمحاولة فرض أجنداتها والتأثير في مسار الأحداث” على حد قوله.

وأبرز في هذا الصدد “أُذكر بالمواقف التي عبرنا عنها بكل وضوح وفي عــدة مناسبات، مؤكدين في كل مرة أنه لا طموحات سياسية لنا في ذلك سوى خدمة الوطن، والحرص على ضمان أمنه واستقراره، فبلادنا اليوم، والحمد لله في أيدي آمنة يسهر على تأمينها إطارات ملتزمين، همهم الوحيد السهر على عـزة الوطن وشموخه، ولهم كل الحق في ذلك، فالجزائر القوية والمستقرة والآمنة، تزعج بعض الأطراف التي لا تبغي الخير لبلادنا، وهو ما يجعلها عرضة للطامعين والمغامرين الذين يحاولون عبثا عرقلة مسارها التطويري”.

ليضيف رئيس أركان الجيش”لدينا كقيادة عليا المعلومات المؤكدة حول هذه المخططات المعادية، التي سبق وأن حذرنا منها ومن مخاطرها وتهديداتها، والتي تستغل الوضع الراهن في بلادنا، لمحاولة فرض أجنداتها والتأثير في مسار الأحداث، ومن هنا يأتي تأكيدنا في كل مرة على ضرورة التمسك بالإطار الدستوري في حل إشكاليات المرحلة الراهنة، لأنه يعد الضمانة الأساسية، بل الوحيدة، للحفاظ على كيان الدولة ومؤسساتها وعدم الوقوع في فخ الفراغ الدستوري والانزلاق إلى ما لا يحمد عقباه”.

هذا الإصرار – يردف الفريق أحمد قايد صالح –”ينبع أساسًا من قناعاتنا الراسخة بهذا المبدأ الذي لا بـديـل عنه، ولن نحيد عنه، فالجزائر أمانة الشهداء عرفت عبر تاريخها النضالي الطويل العديد من المحن والويلات، سواء من خلال ما اقترفه الاستعمار البغيض في حق شعبها من همجية ودمار، أو من خلال ما ارتكبه الإرهاب المقيت من مآسي ونكبات، أو ما تسببت فيه العصابة من نهب واختلاس وتبديد لمقدرات الأمة”.

الجزائر ليست لعبة

ومن دون أن يشير بالإسم أو التلميح للجهة المقصودة من كلامه، تابع رئيس أركان الجيش في كلمته “الجزائر، هذا الوطن الغالي، عظيمة برجالها الأشاوس وبتاريخها المجيد، وبإمكانياتها الوافرة وإنجازاتها المتعددة ومستقبلها الواعد، ليست لعبة في أيدي المغامرين، وإننا في الجيش الوطني الشعبي نعمل باستمرار وبيقظة كبيرة على صونها وحمايتها والحفاظ عليها، ونقف بالمرصاد لكل من يحاول المساس باستقرارها وأمنها وسمعتها ومكانتها”.

مهادنة لجنة الحوار

ولعل اللافت في الخطاب الجديد لرئيس أركان الجيش هو “مهادنته” للجنة الوساطة والحوار التي يقودها كريم يونس، فبعدما وصف في تصريحات سابقة مطالبها بضرورة تجسيد إجراءات تهدئة قبل مباشرة الحوار، منها إطلاق سراح نشطاء الحراك ورحيل الحكومة ورفع الحصار الأمني على العاصمة بـ”الإملاءات”، أثنى الفريق هذه المرة على دورها بالإسراع في تنظيم جولات الحوار واتخاذ كل الإجراءات التي تؤدي إلى تحقيق الهدف المنشود.‎

ونبّه في السياق “منذ بداية الأزمة على ضرورة تبني نهج الحوار، الذي يعد السبيل الأمثل لتقريب وجهات النظر، والوصول بالبلاد إلى بـر الأمان، شريطة أن يجرى هذا الحوار في جو تسوده النوايا الحسنة والصدق والأمانة، وتديره شخصيات وطنية مخلصة وذات مصداقية وكفاءة تؤمن فعلًا بالحوار وتعمل على إنجاحه ولا تنتظر جزاء ولا شكورا، تقدم المصلحة العليا للوطن، وتنـأى بنفسها عن الشروط المسبقة التي تعرقل مسار الحوار”.

ليسترسل “نؤمن بالحوار الجاد المضبوط الأهداف ونباركه وندعمه، حوار بناء كفيل بتقديم الحلول المناسبة وخلق الظروف الملائمة للذهاب إلى الانتخابات الرئاسية، وتنظيمها في أقرب الآجال، والتي تمر حتمًا عبر التنصيب العاجل للهيئة الوطنية المستقلة لتحضير وتنظيم ومراقبة الانتخابات الرئاسية كأولوية قصوى في مسار الحوار الوطني”.

القائد العسكري أوضح أن “الجيش الوطني الشعبي، يثمن جهود الهيئة الوطنية للوساطة والحوار في مسعاها النبيل، ويشجع مبادراتها الرامية إلى الإسراع في تنظيم جولات الحوار واتخاذ كل الإجراءات التي تؤدي إلى تحقيق الهدف المنشود”.