search-form-close

هجرة “الأدمغة” الجزائرية.. أرقام صادمة وحلول غائبة

  • facebook-logo twitter-logo

الجزائر- TSA عربي: توقع الاتحاد العام للمهاجرين الجزائريين بالخارج، استمرار نزيف “الأدمغة الجزائرية” في حال تقاعس الحكومة عن إيجاد حلول مستعجلة للاستفادة من خبرات ومؤهلات هذه الكفاءات في تطوير الاقتصاد الوطني واستيعابها في سوق الشغل.

وبهذا الخصوص، كشف رئيس الاتحاد العام للمهاجرين الجزائريين بالخارج، السعيد بن رقية أن نصف مليون من الكفاءات الجزائرية، هاجرت إلى الخارج في غضون الـ 20 سنة الماضية، 90 بالمائة منها قررت الاستقرار بفرنسا، بينهم 40 ألف طبيب وجراح وأكثر من 10 ألاف طالب، بالإضافة إلى 10 بالمائة مقسمون على كل من دول أمريكا الشمالية، كندا وبعض الدول الأوروبية كإسبانيا، إيطاليا بلجيكا وألمانيا .

وأفاد بن رقية، في تصريحات لـ” TSA عربي”، أن “نسبة الكفاءات العلمية والباحثين قدرت بـ 6 ألاف جزائري يتواجدون خارج الوطن، يتمركز جلهم بفرنسا”، مشددًا على أن “الجزائر تُحصي أزيد من 10 ألاف باحث 60 بالمائة منهم متواجدون خارج الوطن”.

إلى ذلك توقع المتحدث، استمرار نزيف “العقول الجزائرية” ليصل إلى 10 ألاف مهاجر خصوصًا في ظل الظروف الحالية التي تعيشها البلاد، كاشفًا عن هجرة 500 طبيب مقيم منذ مطلع العام الجاري، عقب تعرضهم للتهميش من طرف الحكومة جراء الحركات الاحتجاجية التي قادها هؤلاء الأطباء.

التمثيليات الدبلوماسية ..الغائب الأكبر

وتأسف رئيس الاتحاد العام للمهاجرين الجزائريين بالخارج، لغياب سياسية واضحة من طرف الدولة الجزائرية للاستثمار في الكفاءات العلمية أو الأكاديمية بالرغم من الأرقام الصادمة، مشيرًا إلى أن “عمل التمثيليات الدبلوماسية بات يقتصر على التسيير الاداري كإستخراج جوازات السفر في دور يشبه إلى حد بعيد دور البلديات”.

ورافع المتحدث لضرورة تخصيص حقيبة وزارية بكل الصلاحيات لتمثيل فئة الجالية للاستفادة من خبرات ومؤهلات هذه الكفاءات في تطور الاقتصاد الوطني، واستيعابها في سوق الشغل.

أدمغة جزائرية صنعت التميز

بالمقابل، يُؤكد رئيس الاتحاد العام للمهاجرين الجزائريين بالخارج، أن رئاسة البرفسور الجزائري مصطفى بن يحي، لجمعية جراحة القدم الدانماركية، ليس بالشيء الغريب، بالنظر إلى أعداد العلماء الجزائريين الذين فرضوا اسمائهم، أمثال نور الدين ميليكشي، الملقب بسفير المريخ كعضو المجلس الاستشاري لوكالة النازا وصاحب 14 اختراع، وكذلك يوسف تومي كمال، مدير مركز الطاقة النظيفة بالولايات المتحدة الأمريكية وعضو بالجمعية الأمريكية للمهندسين الميكانيكيين.

ويُشير أيضًا إلى المرحومة أوريدة أوبراهيم، مديرة المكتبة الكبرى بجامعة “أستر فينغر” الأمريكية، بالإضافة إلى الدكتور كمال صنهاجي، مكتشف دواء الإيدز بأمريكا، وهو مدير أكبر مستشفى أمريكي.

وجهة نظر مختلفة

بالمقابل عبّر النائب بالمجلس الشعبي الوطني عن المنطقة الرابعة (أمريكا وروسيا وتركيا وأوروبا عدا فرنسا) نور الدين بلمداح، عن اعتراضه لكلمة “مهاجر” على إعتبار أن المهاجرين عادة من يقررون مغادرة بلادهم دون رجعة، في حين أن الجزائريين المقيمين في المهجر هم عبارة عن مغتربين.

ويرى بلمداح في تصريح لـ ” TSA عربي” أن هناك مبالغة في الحديث عن هجرة الأدمغة الجزائرية، بالنظر إلى أن هؤلاء أشخاص ناجحون في الجزائر بشكل كبير لكنهم لا يظهرون لكثرة عددهم.

ويشدّد المتحدث في السياق :” نجاح هؤلاء لا يُقارن بحجم النجاح بالخارج بسبب توفر الإرادة وهي إرادة التحدي وفرض الوجود وتوفر الوسائل وظروف العمل”، مؤكدًا:” أعتقد أن الجزائر بإمكانها الاستفادة من أبنائها المتواجدين في الخارج وهذا ما تقوم به السفارات الجزائرية”.