search-form-close

هكذا يقضي الطبيب المقيم 24 ساعة من المناوبة في المستشفيات الجزائرية

  • facebook-logo twitter-logo

الجزائر ـ TSA عربي : تضاف أعباء إلزامية مناوبة الأطباء المقيمين، إلى جملة المشاكل التي تثقل كاهلهم حتى وهم لايزالون في مرحلة التكوين. 24 ساعة من العمل المتواصل دون انقطاع، لا وجبات ولا أماكن للراحلة ولا حتى ضمان لأمن وسلامة الأطباء الذين كثيرا ما يجدون أنفسهم ضحايا لاعتداءات المرضى بسبب إنعدام الأدوية والتجهيزات الضرورية للعمليات الطبية الإسعجالية. ظروف يصفها الأطباء المقيمون بغير القانونية، مؤكدين عدم إنسانية هذا النظام الذي لا يراعي أدنى حقوق الطبيب المسؤول عن سلامة المرضى.

اعتداءات و نقص للمعدات و رؤساء الأقسام الغائب الأكبر

يؤكد الطبيب المقيم “زنيني وليد” الذي يتابع تكوينه في تخصص أمراض “القلب”   على مستوى مستشفى مصطفى باشا في تصريح لـTSAعربي. بأن إدارة المستشفى لا تتكفل بضمان وجبات الطبيب المقيم، ولا حتى مكانا لراحته. موضحا بأنه نادرا ما يجد غرفة للراحة خلال المناوبة التي تبدأ من الساعة الثامنة صباحا لتستمر لنفس الساعة من يوم غد، أي ما يعادل 24 ساعة كاملة، لا يستفيد بعدها الطبيب من حق الراحة أو التعويض، حيث أنه ملزم بالالتحاق بعمله في اليوم الموالي، فيما تحرم بعض التخصصات من نظام الراحة أصلا حيث يجبر الطبيب على مواصلة العمل طوال اليوم الموالي للمناوبة. وهو ما اعتبره محدثنا نظام غير انساني ولا حتى قانوني

و حسب ذات المصدر فان الطبيب المقيم مجبر على 4 مناوبات على الأقل في أغلب التخصصات، فيما يلزم طبيب “الإنعاش” و أيضا “الطبيب المختص في طب النساء” في المداومة كل أربعة أيام و هو ما يعتبر حسبه بالعمل غير الإنساني .

ويضيف ذات المتحدث إلى مشاكل المناوبات، نقص الإمكانيات و الادوية على غرار الكراسي المتحركة و الأسرة المنتقلة و أجهزة “السكانير”..و غيرها من التجهيزات التي يتسبب نقصها في حدوث مناوشات، تنتهي في أغلب الأحيان بالاعتداء على الطبيب المناوب، فيما لا تتكفل إدارة المستشفى وفقا لتصريحاته بمتابعة المعتدين و لا حتى اداع  شكاوى ضدهم.

ضمان الأمن المطلب الأول للأطباء ليلا

 من جانبه يؤكد الطبيب المقيم “حمزة بوطالب”، الذي يتابع تكوينه في مستشفى “لمين دباغين” بباب الواد، بأن المشكل الأكبر الذي يواجه الأطباء المقيمون   على مستوى المناوبات، هو انعدام الامن على مستوى المستشفيات، وهو ما يتسبب يوميا في الاعتداء على الأطباء المقيمين، حيث يروي محدثنا بأنه “منذ أيام تعرض 3 أطباء مقيمين في ذات المستشفى لاعتداء همجي من قبل عدد من الشباب”.

ويوضح ذات المتحدث بأن سلوكات بعض المواطنين، تزيد من تعقيد نظام المناوبة، حيث أن 80 بالمائة من الأشخاص الذين يقصدون الإستعجالات على مستوى مختلف الأقسام هم حالات لا تستدعى التنقل إلى الإستعجالات. متسببين في مضاعفة الضغط على الأطباء.

 كما ينتقد ذات المتحدث عدم التزام الأطباء المختصين ورؤساء الأقسام بنظام المناوبة، مؤكدا تهربهم منه و القائهم المسؤولية على عاتق الطبيب المقيم الذي لايزال في مرحلة التكوين، و هو بحاجة إلى كسب مزيد من الخبرات الطبية.

خياطي : عدم التزام رؤساء الأقسام بالمناوبة خرق للقانون

من جانبه يؤكّد البروفيسور مصطفى خياطي، في تصريحه لـTSAعربي، خرق المستشفيات لقانون المناوبات، حيث أنها لا تلزم رؤساء الأقسام و فرقيهم المختص بالمناوبة. فيما كان من المفروض ـحسبه ـ، أن يكون الطبيب المختص هو مسؤول المناومة، لأنه طبيب ممرن و يحمل خبرة و بالتالي ينقل خبرته  للطبيب المقيم”. معتبرا غياب الأطباء المختصين عن المناوبة تحايل على القانون الذي  يجبر المستشفى على ان تكون “المناوبة تحت المسؤولية المباشرة لرئيس القسم أو  نوابه  من الفريق المختصين”.

من جهة أخرى يرى خياطي بانه لا يمكن المساس بالنظام المعمول به فيما يتعلق بالمناوبة ، بسبب يمكن أن يحمله التغيير من تاثير على مصلحة المرضى، مؤكدة بان مدة المناوبة هي المدة التي يغيب فيها الطاقم الطبي على المؤسسة الاستشفائية و هو ما يستلزم وجود الفريق المناوب لمتابعة الحالات الاستعجالية و هو ما يؤكد أهمية النظام و بالتالي الزاميته