الجزائر ـ TSA عربي: يتوقّع مراقبون تربويون ارتفاع نسبة النجاح في نتائج الباكلوريا لموسم جوان 2019 مقارنة بالسنوات الماضية، وترتكز قراءة المتابعين على عاملي سهولة مواضيع الأسئلة الذي ميّز الامتحانات هذه السنة، وتحسن ظروف الإجراء من حيث تراجع نسبة الغش و نجاح وزارة التربية في القضاء على مشكل التسريبات، وعدم تسجيل أية أخطاء في مضمون الأسئلة.

التقييم السنوي خطأ لابد من تصويبه 

وسجّل تلاميذ شعبة الآداب والفلسفة خلال آخر يوم من الامتحانات اليوم الأربعاء 19 جوان، ارتياحهم فيما يتعلّق بالمستوى العام للأسئلة، بعد اجتيازهم لآخر امتحان في مادتي التاريخ والجغرافيا واللّغة الامازيغية. يأتي هذا في الوقت الذي يستعد فيه تلاميذ باقي الشعب لاجتياز آخر امتحانات لهم غدا الخميس 20 جوان .

وفيما كان تلاميذ  شعبة الرياضيات قد عبروا أول أمس عن امتعاضهم من  صعوبة أسئلة مادة الرياضيات بالنسبة لشعبة التقني رياضي، أكد رئيس النقابة الوطنية المستقلة لأساتذة التعليم الثانوي والتقني “السناباست” مزيان مريان، على أن مستوى الموضوع كان متوسطا، مشيرا بأن “المشكل لا يكمن في مستوى الأسئلة بل في ضعف مستوى التلاميذ خاصة في مادة الرياضيات”، مضيفا بأن مشكل التلاميذ في سوء التقييم السنوي، الذي يؤكد مزيان  مريان الأستاذ في مادة الرياضيات في الطور الثانوي بأنه لم يعد  قادرا  على  تقييم مستوى التلميذ و هو ما يخلق الفارق بين معدله خلال السنة و المعدل المتحصل عليه في شهادة الباكلوريا.

و في السياق يقول ذات المختص بأنه لابد من التذكير بأن الباكلوريا امتحان رسمي و ليس مسابقة وعليه فالتلميذ مطالب بالحصول على  معدل 10 من 20 كأقل تقدير  ضمانا  لحصوله على الشهادة ال تي تتطلب حسبه تحضيرات خاصة تضمن له على الأقل وصوله للمستوى المتوسط.

في السياق سجّلت جمعية أولياء التلاميذ، ارتياح الممتحنين وأهاليهم بخصوص مستوى الأسئلة التي تم طرحها في مختلف المواد والشعب، وفيما يتعلّق أيضا بالظروف التي أحاطت اجراء الامتحانات المتواصلة ما بين 16و 20 جوان عبر كل الولايات. وعن مستوى الأسئلة فقد أكد رئيس جمعية أولياء التلاميذ علي بن زينة في تصريح لـTSAعربي، رصد الجمعية لارتياح التلاميذ من مستوى الأسئلة التي تم اقتراحها والتي يؤكد بأنها كانت في متناول التلاميذ المتوسطي المستوى، و لم تخرج عن المقرر السنوي. وهو ما يرفع حسبه من حظوظهم في النجاح .

أما عن الظروف التي ميزت سير الامتحانات عبر مراكز الاجراء، فقد أكد بن زينة نجاح وزارة التربية في ضمان استقرار هذا الامتحان المصيري الذي يقول بأنه شهد مشكل كبيرة خلال فترة تولي الوزيرة السابقة نورية بن غبريت للقطاع. خاصة فيما يتعلّق باستفحال ظاهرة الغش التي قال انها تراجعت بشكل واضح   هذه السنة.

وبخصوص مشكل التسريبات الذي لايزال هاجسا بالنسبة للممتحنين رغم تمكن الوزارة من التحكم في الأوضاع لحد الساعة، أشار بن زينة إلى أن تمكّن الوزير   عبد الحكيم بلعابد من قطع الطريق على المسربين ساهم في توفير أجواء أكثر هدوء   خلال أيام اجراء الامتحانات التي تنتهي اليوم بالنسبة للشعب الأدبية ليبقى على الشعب التقنية اجتياز اخر امتحاناتهم غدا الخميس.

تخوّف من المصحّحين

من جهة أخرى عبّر بن زينة في ذات التصريح، عن تخوف التلاميذ و أوليائهم   من مرحلة التصحيحات، التي قال بأنها تتميز هذه السنة باشراك عدد كبيرة من الأستاذة الجدد الذين لا يملكون خبرة في التصحيح مقارنة بالأستاذة المتقاعدين، مؤكدا على المسؤولية الكبيرة الملقاة على عاتق المصححين فيما يتعلق بكل   ورقة وكل موضوع يتم تصحيحه و الذي يحدّد مصير التلاميذ.

توقعات إيجابية 

أما عن توقعات نسبة النجاح بالنسبة في باكلوريا 2019، فيتوقع الأمين العام للنقابة الوطنية المستقلة لعمال التربية والتكوين، عمورة بوعلام، ارتفاع نسبة الناجحين هذه السنة مقارنة ب السنة الماضية. وذلك نظرا لما تميزت به ظروف الاجراء من هدوء واستقرار لم يسبق تسجيله منذ أكثر من خمس سنوات.