الجزائرـTSA عربي: في جو جنائزي مهيب، شيع اليوم الاربعاء، سكان منطقة عين الباردة في بلدية بوقرة ضحايا حادث المرور المروّع الذي هز المدينة أمس الثلاثاء، إلى مثواهم الأخير في مقبرة “قارة أمين”.
“ندى” و”زينو” قتلا عند باب مدرستهما
Tsaعربي، تنقل إلى مدينة عين الباردة ساعات قبل انطلاق مراسيم تشيع الضحايا، لا حديث في الشوارع و المقاهي والطرقات، سوى عن الكارثة التي حلت بالمنطقة في تمام منتصف النهار من يوم الثلاثاء، بمحاذاة متوسطة “رابح حسين”، التي فقدت تلميذان من طلبتها ، “ندى” 13 عاما و “زين الدين” 14 عاما. الذان لم يكونا يعلمان بان انصرافهما من المدرسة كان الوداع الاخير، و انهما سيلقيان حتفهما على بعد خطوات من المدرسة التي فتحت أبوابها اليوم للعزاء.
عمي “عمر” كان يحضر لأداء مناسك العمرة
على بعد امتار قليلة نصبت عائلة المرحوم عمر (68 عاما متقاعد)، خيمة عزاء في والدهم الذي خرج لأداء صلاة الظهر و لم يعد. و تروي السيدة سميرة ابنة المرحوم بأن اصابة والدها كانت بليغة على مستوى الراس و العمود الفقري، حيث نقل إلى مستشفى و هو في حالة خطيرة ليلفظ انفاسه فور وصوله. و تروي المتحدثة التي بدت أكثر تماسكا من اخواتها السبعة و أخيها الوحيد، بأن والدها كان يجهز نفسه لأداء ناسك العمرة شهر أفريل الداخل لكن القدر كان أسرع.
غير بعيد عن بيت الفقيد، كانت عائلة سيدة ستينية أخرى، تودّع فقيدتهم التي كانت ـ حسب شهود عيان ـ حالتها من اخطر الحالات التي نقلت الى المستشفى، و التي يرجح اغب من تحدثنا اليهم انها كانت قد توفيت في مكان الحادث. حيث كانت قد اصبت على مستوى الراس بجرح خطيرة اردتها قتيلة في ذات المكان.
هل السائق متعمد ..؟
وفي محاولة منا للوقوف على ظروف الحادث، تقربنا من عدد من المواطنين الذين شاهدوا وقاعه عن كثب، و الذين لا يزالون تحت الصدمة لحد الساعة، حيث يروي صاحب احد المحلات المحاذية لمتوسطة “حسين رابح”، بأنه وقف على تفاصيل الحادث ويؤكد حسبه مسؤولية السائق في الكارثة التي حلت بالمنطقة على اعتبار تعمد القيادة وهو مصاب بمرض “النوبات العصبية”
و يروي ذات المتحدث أن السائق كان يقود سيارته في المنطقة لتفاجاه بنوبة أفقدته السيطرة على مركبته، فحاول في البداية توجيه السيارة الى حائط المدرسة تجنبا للمارة، غير أن علو الرصيف منعه من ذلك لتواصل سيرها بطرقة عشوائية.
من جانبه يروي عثمان (شاب يقطن في ذات المكان)،بشاعة الحادث الذي حوّل الطريق الذي لطالما عرف بهدوئه في لمح من البصر الى مجزرة حقيقية، ليهب المواطنون للتكفل بالمصابين قبل وصول رجال الحماية المدنية.
الاشاعات سيدة الموقف
خلال تنقلنا بين بيوت العزاء، و شوارع المدينة، و المقبرة.. وبين حكايات المعزين رصدنا تبان المواقف بن المعزين الذين حمل بعضهم المسؤولية للسائق و من منحه رخصة السياقة لتعريض ارواح المواطنين للخطر و هو مصاب بمرض يمنعه من السياقة منعا باتا، و بين من يعتبر الحادث قضاء و قدر. كما كان للإشاعة حيزها الواسع بين المواطنين الذين تحدثوا عن ارتفاع عدد الضحايا الى ستة قتلى، و وفاة السائق ايضا، فيما اكدت لنا مديرية الصحة في اتصال هاتفي وجود السائق في حال صحية مستقرة، و استقرار حصيلة القتلى على 4 ضحايا الى غاية كتابة هذه الاسطر.