search-form-close

الجزائريون “يُسقطون” خطاب التخويف ويكسبون رهان الشارع

  • facebook-logo twitter-logo

الجزائر – tsa عربي: بخلاف التخويفات ونظرية المؤامرة التي روجت لها الأحزاب الموالية للسلطة، قدم الجزائريون بمسيراتهم الشعبية السلمية الرافضة للعهدة الخامسة، درسًا لكل السياسيين بأن درجة الوعي لديهم فاقت كل التصورات وأنهم حريصون على أمن بلادهم أكثر ممن يحتكرون “الوطنية”.

رسالة الشعب خلال المسيرات التي شهدتها عدة مدن جزائرية، كانت واضحة جدًا، وهي “أننا لم نخرج من أجل التخريب ولا التكسير ولا بحثًا عن وطن آخر غير الجزائر. بكل بساطة مطالبنا سياسية، نريد التغيير والاستجابة لطموحاتنا. نريد حياة أفضل من التي نعيشها”، هذا ما جاء على لسان أغلب المحتجين.

أهم استنتاج يمكن استخلاصه من الاحتجاجات الرافضة لعهدة رئاسية خامسة للرئيس بوتفليقة، أن درجة الوعي التي تحلى بها الجزائريون، أسقطت كل التصريحات التخويفية التي أطلقها مسؤولون عشية الدعوة إلى الاحتجاج في الشارع.

مشاهد الشباب والنساء وحتى الأطفال وهم يسيرون بكل هدوء في شوارع معظم مناطق الوطن والجزائر العاصمة التي يُعتبر فيها التظاهر ممنوعًا منذ عام 2001، ومن دون تخريب أثبتت أنهم قادرين على ممارسة حقهم الدستوري في التظاهر والتعبير عن رأيهم بكل سيادة.

الأكثر من ذلك، أظهر المحتجون سلوكًا حضاريًا، بعدما نشر ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، مقاطع فيديو لمواطنين ينظفون الشوارع والطرقات من الأوساخ وقاروات المياه التي رميت من طرف بعض المحتجين.

رسالة أخرى يمكن استنباطها أن أغلب الشعارات المرفوعة تمحورت حول مطالب سياسية، ولم نسمع أي أحد يتحدث عن الجهوية أو ضرب وحدة واستقرار الوطن.

خروج الشعب الجزائري إلى الشارع، أعاد الحياة إلى المشهد السياسي، وبيّن أن المواطن مهتم بشؤون بلاده، ويكفي فقط أن يلتفت له المسؤولون ويجسدون مطالبه المرفوعة ويضعون اعتبارًا لانشغالاته، لأن الشعب سيد الحكم، وبه تنهض الأمم وتتطور وتزدهر.

لحد الساعة، إن كان الرئيس‎ بوتفليقة سيستجيب لدعوات المتظاهرين بسحب ترشحه من رئاسيات 18 أبريل 2019، بعدما عبر عن نيته في خوضها يوم 10 فيفري عبر رسالة وجهها إلى الأمة، لكن المؤكد أن الجزائريين ربحوا رهان الشارع، وأثبتوا أن الخروج في مسيرات شعبية للتظاهر لا يعني أنهم يريدون ضرب استقرار وطنهم، فالاحتجاج أسلوب من أساليب التغيير السلمية والمبالغة في الخوف منه غير مبرر.