search-form-close

الجزائر – أسهم أويحيى ترتفع و ولد عباس خارج اللعبة السياسية

  • facebook-logo twitter-logo

الجزائر TSA عربي: في وقت كثف فيه الوزير الأول، الأمين العام للأرندي، أحمد أويحيى نشاطاته لتمثيل الرئيس بوتفليقة في ثلاث مهمات خارج الوطن في أقل من أسبوع ، تفاجأ الرأي العام برحيل مدويِ للأمين العام للأفلان، جمال ولد عباس، بعد مُرور عامين قضاها في “مدح الرئيس وإنجازاته”، فما الذي تغير ياترى؟

نقلت مصالح الوزير الأول اليوم الخميس، أن أحمد أويحيى سيُمثل الرئيس بوتفليقة، في القمة الاستثنائية للاتحاد الإفريقي التي ستجري أشغالها يومي السبت والأحد القادمين بأديس أبابا والتي ستخصص للإصلاح المؤسساتي للمنظمة”، وذلك بعد أيام من مشاركته في أشغال المؤتمر الدولي حول ليبيا بمدينة باليرمو الإيطالية، وتسجيل حضوره قبلها في إحتفالية مئوية الحرب العالمية الأولى بباريس، رفقة كبار وزعماء العالم.

أسهم أويحيى ترتفع

وبالرغم من أن خرجات أويحيى لتمثيل الرئيس بوتفليقة تندرج ضمن سياقها العادي والطبيعي إلا أنها شدت الأنظار إليها بعدما راجت أنباء عن تعديل حكومي مرتقب قد يعصف بالوزير الأول وبعض من وزرائه قبل أقل من 5 أشهر على الرئاسيات، خصوصًا عقب اندلاع حرب علنية بين أويحيى ووزير العدل الطيب لوح، كان وقودها قضية ” سجن الإطارات” منتصف التسعينات.

بهذا الخصوص، يُؤكد النائب والقيادي في حزب التجمع الوطني الديمقراطي، محمد قيجي، لـ ” TSA عربي” أن تكليف الوزير الأول أحمد أويحيى لتمثيل الرئيس في نشاطات خارج الوطن دليل على أنه يحظى بثقة الرئيس بوتفليقة، عكس ما يتم تداوله.

ويعتقد قيجي، أنه بالرغم من أن تكليف الوزير الأول يندرج ضمن النشاطات العادية الموكلة إليه من طرف الرئيس بوتفليقة، إلا أن ذلك يُعزّز مكانة أويحيى كقائد للجهاز التنفيذي بشكل يدحض كل الشائعات المتداولة عن تعديل حكومي.

ومن بين القراءات التي رجحت كفة أويحيى للعب أدوار رئيسية في المرحلة المقبلة، تلك التي قدمها رئيس المجلس الشعبي الوطني الأسبق، عبد العزيز زياري، بتأكيده لـ “TSA ” أنه لا يوجد أي شخصية داخل الأفلان قادرة على “تحمل مسؤولية الرئاسة”، ويرى أن أويحيى، الأمين العام للأرندي والوزير الأول حاليًا، شخصية يمكن أن تكون قادرة على شغل كرسي الرئاسة”.

ترشيح ولد عباس للرئيس يُوقعه في الفخ

وإن كان الأمين العام للأرندي والوزير الأول أحمد أويحيى، في أحسن رواق بحسب مؤيديه، إلا أن حليفه الرئاسي في الأفلان، جمال ولد عباس، دفع ثمن تصريحات غير محسوبة العواقب أدلى بها قبل أسبوعين.

وأكدت مصادر” TSA عربي”، أن رحيل ولد عباس من الأمانة العامة للأفلان، ليس له علاقة بتصريحاته حول وزير العدل الطيب لوح في حربه مع الوزير الأول، ولا بالعارض الصحي كما يتم تداوله، وإنما مصير مغادرته تقرّر بصفة رسمية عقب إدلائه بتصريحات أعلن فيها أن بوتفليقة مرشح الأفلان في2019 .

تصريحات ولد عباس، وضعت رئاسة الجمهورية في حرج خصوصًا وأن الصحافة العربية والأجنبية تداولت إعلان جمال ولد عباس وكأنه ترشح رسمي للرئيس بوتفليقة وبأنه مرشح حزب الأغلبية، في حين أن بوتفليقة لم يحسم قرراه بعد، وفق نفس المصادر.

ولعل ما يدعم فرضية إقالة جمال ولد عباس وليس استقالته، الهيئة التي ظهر فيها وهو يدلي بأول تصريح خص به موقع ” TSA عربي” صبيحة اليوم الخميس، حيث بدى بصحة جيدة وظهر صوته عادي. كما أنه وقبل ساعة تقريبًا من تداول أنباء عن استقالة ولد عباس، أمس الأربعاء إتصلنا به من أجل إفتكاك تصريح حول مستجدات الساحة السياسية غير أنه كشف عن عقده اجتماعًا.

لحظات بعدها نقلت وكالة الأنباء الجزائرية أن الأمين العام للأفلان، تنقل إلى مستشفى عين النعجة العسكري عقب تعرضه لوعكة صحية، ما جعل بعض القيادين يؤكدون أن ولد عباس الذي جرى اختياره في 22 أكتوبر 2016، أمينًا عامًا للأفلان، أقيل من منصبه ولم يستقل كما يُشاع.

وفي وقت سابق إستنكر القيادي السابق في الأفلان، منسق حركة التقويم والتأصيل، عبد الكريم عبادة، تصريحات ولد عباس، حول إعلانه ترشيح الرئيس، قائلًا في حوار أجراه مع” TSA عربي”، أنه لا يملك تلك صلاحيات لأنها من المهام الرئيسية للجنة المركزية للأفلان، كونها صاحبة الحق في الترشيح أو عدمه في كل المواعيد الانتخابية.

وترقب الجميع موقف الرئيس بوتفليقة بمناسبة الذكرى الـ 64 لإندلاع الثورة في الفاتح نوفمبر، إلا أنه اكتفى في رسالته التي وجهها إلى الشعب الجزائري، بجرد حصيلة على “الإنجازات” التي حققها طيلة الفترة التي قضاها في الحكم (20 سنة)، دون أن يكشف عن مصيره السياسي وهل سيترشح أم لا، بالرغم من أن بوتفليقة تعود على إعلان ترشحه أيامًا قبل استدعاء الهيئة الناخبة.

أحزاب فاقدة للبوصلة

وفي ظل حالة الغموض التي تطبع المشهد السياسي، عجز قادة الأحزاب السياسية في استقراء الوضع وتحديد موقفهم من الاستحقاق القادم، فحركة مجتمع السلم أعلنت أنها مستعدة لـ “دعم أي مرشح في إطار التوافق الوطني باستثناء العهدة الخامسة، أو التوريث، أو في حالة وجود مرشح فاسد”، أما زعيمة حزب العمال فخرجت عن صمتها لتنتقد ما أسمته بـ “محور الاستمرارية” في إشارة مباشرة إلى أحزاب التحالف الرئاسي الذي يضم الأفلان والأرندي وكذا “الأميبا” و”تاج”.

نفس الشيء بالنسبة لرئيس حزب طلائع الحريات علي بن فليس، الذي اعترف بصعوبة تحديد موقفه من الرئاسيات والسبب “العتمة التي يعرفها المشهد السياسي والتي تمنع أي تحليل واضح للوضع يُمكّن من اتخاذ القرار السليم”، حسبه