الجزائر – TSA عربي: قد يكون إعلان ترشح اللواء المتقاعد علي غديري لرئاسيات أفريل 2019، الحدث الأبرز هذه الأيام، والذي أخذ حيزا هاما من اهتمام وسائل الاعلام والرأي العام، ربما لكونه يأتي بعد أيام قليلة من رسائل الفريق أحمد قايد صالح التحذيرية للعسكريين المتقاعدين.
ولمع اسم علي غديري إعلاميا سنة 2017، عندم برز الجدل الكبير الذي أثاره الوزير السابق نور الدين بوكروح، وبعد أن رد غديري على أحد رسائل بوكروح، أجابه هذا الأخير بقوله “بصفتك واحدا من هذا وذاك المسئولين السابقين”، قد وضعت نفسك ضمن المجموعة التي كنت أقصدها، بينما في الواقع يعلم العام والخاص أنك لست واحدا منهم. اطمأن إذا يا سيادة اللواء فأنت بريء ممن قصدتهم براءة الذئب من دم يعقوب، وابتهج فشرفك مصان لا غبار عليه، كما لا يمكن لأحد أن يدعي محاسبتك”.
وفي الآونة الأخيرة،انتقد علي غديري في حوار صحفي أجراه يوم 25 ديسمبر، من أسماهم “المغامرين” الذيي يريدون “البقاء في السلطة والتمتع بأقساطها” معتبرا ذلك هدفهم الوحيد، مشيرا إلى أن “البعض يتساءل عن تأجيل الانتخابات الرئاسية، وآخرون عن الاستمرارية، جميع الخطط غير الدستورية موضوعة على الطاولة، ولمعرفتي عن قرب للفريق أحمد قايد صلاح ، فأنا أصدق أنه يمكن أن يؤيد أسلوب المغامرين “.
وفي وقت سابق من شهر ديسمبر، خاطب علي غيديري “الأخ الرئيس بوتفليقة” قائلا: “هناك رجال مستعدين ، في هذه الأوقات الصعبة ، لتقديم التضحية العليا لهذا البلد، من أجل أن تأخذ ثورة نوفمبر مسارها .. “.
وقد أدت رسائل غديري الاعلامية الى رد فعل سريع من من طرف الجيش، أولا من قبل وزارة الدفاع ، التي صرحت في 30 ديسمبر: ” مع اقتراب الاستحقاق الانتخابي الرئاسي، يحاول بعض الأشخاص، ممن تحركهم الطموحات المفرطة والنوايا السيئة، إصدار أحكام مسبقة إزاء مواقف المؤسسة العسكرية من الانتخابات الرئاسية، ويمنحون أنفسهم حتى الحق في التحدث باِسمها، باستغلال كافة السبل، لاسيما وسائل الإعلام”، وأضافت “وإذ يتصرفون على هذا النحو، فإن هؤلاء الأشخاص الناقمين وضيقي الأفق، الذين لن يتوانوا عن استعمال وسائل غير نزيهة، يحاولون، عبثا، التأثير في الرأي العام وادعاء مصداقية تعوزهم”. وأضاف البيان ” لكونهم لم يحققوا أي صدى عقب مداخلاتهم الكتابية المتكررة عبر وسائل الإعلام، فإنهم إذ يحاولون، دون جدوى، تقمص دور خبراء متعددي الاختصاصات، فإنه قد تم توجيههم لمخاطبة القيادة العليا للجيش الوطني الشعبي، كخيار أخير”.
بعد أكثر من أسبوع ، وفي كلمة له رد الفريق قايد صالح على غديري من خلال إعادة نفس عناصر اللغة المستخدمة سابقاً، وقال في الثالثة “هؤلاء الأشخاص الذين خانهم حس التقدير والرصانة، ويدّعون حمل رسالة ودور ليسوا أهلا لما يخوضون دون حرج ولا ضمير، في أكاذيب وخرافات تنبع من نرجسية مرضية تدفعهم لحد الادعاء بالمعرفة الجيدة للقيادة العليا للجيش الوطني الشعبي، وبقدرتهم على استقراء موقفها تجاه الانتخابات الرئاسية، وهو ما يشكل انحرافًا جسيمًا ينّم عن درجة متقدمة وخطيرة من قلة الوعي الذي لا يُحدثه إلا الطموح الأعمى”.