search-form-close

الجزائر – بوادر عن تأجيل محتمل لرئاسيات 2019

  • facebook-logo twitter-logo

الجزائر – tsa عربي: على بعد أربعة أشهر من موعد أفريل 2019، لا توجد أي ملامح لأجواء انتخابية، فالمعارضة لم تقدم مرشحين او برامج بديلة، وحتى وزارة الداخلية التي غالباً ما تبدي مخاوفها من العزوف عن التصويت، لم تعلن عن أي برنامج أو مخطط لإقناع الجزائريين بـ “فائدة” الانتخابات.

ومن جانبه، لم يبد الرئيس عبد العزيز بوتفليقة أي تلميح عن ترشحه لعهدة خامسة أم لا، باستثناء جبهة التحرير الوطني، وخصوصا مع أمينها العام السابق، جمال ولد عباس، التي قدمت في البداية عملية “تسويق” حقيقية لصالح العهدة الخامسة، قبل تحويل حديثها الى “الاستمرارية” و “متابعة برنامج الرئيس بوتفليقة”، قبل أن يتم دفع ولد عباس للخروج من الافلان بطريقة أثارت الجدل، ليخلفه معاذ بوشارب على رأس هيئة لـ”إنقاذ” الحزب.

ورغم أسئلة الصحفيين العديدة لمعاذ بوشارب، لم يتحدث صراحة عن عهدة خامسة، واكتفى بالقول إن جبهة التحريرتؤيد ترشح الرئيس بوتفليقة.

“الإجماع الوطني”

وخلال لقاء معاذ بوشارب بالامين العام الاسبق للافلان عبد العزيز بلخادم، وردا على أسئلة الصحافيين، قال بوشارب إن ” عهدة الرئيس لم تنته بعد. ونحن نؤيد الرئيس، المرشح معروف (..)الا لمن أراد عدم الفهم”، كما رفض معاذ الإجابة عن سؤال حول تأجيل الانتخابات الرئاسية ، المقرر عقدها في أبريل 2019.

أما عمارة بن يونيس، رئيس الامبيا وهو أحد أطراف التحالف الرئاسي، فقد ردد مرارا ومنذ شهور أنه يدعم الرئيس بوتفليقة ، لكنه ما زال يرفض الدعوة إلى عهدة خامسة، وما يثير الدهشة أكثر من ذلك ، هو تلميح عمار غول، رئيس حزب تاج إلى أن الانتخابات الرئاسية قد تؤجل، معتبرا أن ذلك هو “حل ثانوي لما نقترحه”، حيث يقترح غول ندوة للإجماع الوطني.

وبما أن مقترح تاج ليس “الجمعية التأسيسية” التي طالما سعت إليها أحزاب المعارضة ، فإن الندوة تشبه تلك التي عُقدت في الجزائر في أوائل التسعينيات عندما كانت البلاد تعاني من أزمة كبيرة بعد وقف العملية الانتخابية واستقالة الرئيس الشاذلي بن جديد.

ومن هنا يمكن القول إن عمار غول يدرك وجود أزمة سياسية في البلاد، وإلا فإنه كان في غنى عن اقتراح ندوة للإجماع الوطني، ما لم يكن الهدف مختلفًا تمامًا وهو تمرير مشروع تأجيل الانتخابات الرئاسية عبر ندوة “الإجماع الوطني”، وقد يؤدي ذلك إلى تمديد عهدة الرئيس بوتفليقة الحالية دون أن تبدو وكأنها “فترة انتقالية جديدة”.

“الوضع الراهن خطير”

ومنذ 20 سنة رفض النظام أي فكرة عن “التحول الديمقراطي” لأسباب تاريخية ترتبط بالشرعية الثورية، وهذا ينطوي في النهاية على مراجعة الدستور ، كما أوضحت فتيحة بن عبو الخبيرة في القانون الدستوري.

ومن جهته تحدث عبد الرزاق مقري رئيس حركة مجتمع السلم، المتخندق في المعارضة منذ أيام عن فكرة تأجيل الانتخابات الرئاسية لاعتبارات سياسية مختلفة، ولكن مع قاسم مشترك وهو “البحث عن الإجماع”.

ومن جهتها حذرت لويزة حنون ، الامينة العامة لحزب العمال ، من “الوضع الراهن الخطير”.