search-form-close

الجزائر ترفض التدخّل في شؤونها الداخلية تحت غطاء “المهاجرين الأفارقة”

  • facebook-logo twitter-logo

الجزائر- TSA عربي: استنكرت الجزائر “الضغوطات الخارجية” الممارسة ضدها بخصوص مكافحة ظاهرة الهجرة غير الشرعية للمهاجرين الأفارقة، مؤكدة أنه لا رجعة عن سياستها القاضية بترحيلهم إلى بلدانهم مادامت تحترم المواثيق والاتفاقيات الدولية وتحتكم للضمير الإنساني.

ونقل مدير الهجرة بوزارة الداخلية حسان قاسمي، امتعاض الحكومة من حملة الإنتقادات التي تطال الجزائر في كل مرة تُعلن فيها عن قرار يخص ملف المهاجرين الأفارقة، مشددًا بهذا الخصوص:” بعض الدول والمنظمات تصعد لهجتها معنا لكنها تغُض الطرف عن دول مجاورة تتخلى عن المهاجرين الأفارقة في الصحراء، في حين نتولى مهمة إيصالهم إلى عقر ديارهم”.

وعاد قاسيمي في ندوة صحفية عقدها اليوم الاثنين 19 نوفمبر 2018، بمركز المساعدة الاجتماعية ببلدية دالي إبراهيم، للحديث عن الإجراءات الحكومية الأخيرة التي تخص مكافحة العصابات الإجرامية التي تستغل الأطفال من جنسيات إفريقية في التسول وما صحبها من جدل دولي، حيث حاولت بعض التقارير تصوير العملية كأنها “إحتجاز” لأولئك الأطفال.

وهنا يُوضح المتحدث قائلًا “السلطات العمومية وجدت نفسها أمام موضوع شائك يخُص فئة هشة من المهاجرين وهم الأطفال الذين يتم استغلالهم من طرف عصابات إجرامية وكان علينا التحرك لحمايتهم عن طريق تجميعهم في أماكن لائقة يخضعون فيها إلى الرعاية الاجتماعية والصحية تحسبًا لترحيلهم إلى بلدانهم”.

وشبَّه قاسمي، الجماعات الناشطة في تهريب البشر والمتاجرة بالأطفال بـ”الأخطبوط” الذي ما إن تقطع رجله حتى تظهر أخرى ، مؤكدًا “قضينا على عدة شبكات إجرامية والتحريات لا تزال جارية للإطاحة بالبقية لأننا مُلتزمون بحماية فئة الأطفال والنساء “.

إلى ذلك كشف مدير الهجرة، عن تعليمات وجهها وزير الداخلية نور الدين بدوي، لكل ولاة الجمهورية بغرض مكافحة العصابات الإجرامية الذين يُرسلون أطفال دون أولياء إلى الجزائر من أجل التسول واستغلال تلك الأموال لأعمال مخالفة للقانون”.

بالمقابل أعرب حسان قاسمي، عن تفهم الحكومة لقضية الخلاف الدولي حول مكافحة ظاهرة الهجرة غير الشرعية بالنظر إلى أن الملف ليس محل إجماع، لكنه اعتبر أن ذلك ليس مبررًا للتحامل في كل مرة على الجزائر وتشويه صورتها لأنها أدرى بمصلتحها الوطنية، مشيرا :” ملف الهجرة من صلاحيات الدولة ولا يمكن أن تشاركها أطرافًا أخرى”.

ويعتقد نفس المسؤول أن الحكومة الجزائرية لطالما عبرت عن قلقها لشركائها في أوروبا من تنامي ظاهرة الهجرة غير الشرعية للمهاجرين الأفارقة، لأنها قضية تُهدد الجميع وفي حال عدم التصدي لها فإن تداعياتها ستنتقل إلى القارة الأوروبية” مسترسلًا “الجزائر لن تتنازل عن حقها في حماية حدودها وأمنها الوطني، لأنها أمام استعمار جديد”.

تحرير 111 طفلًا من عصابات التسول

من جهته، كشف مدير ديوان ولاية الجزائر العاصمة محمد عمراني أن الحصيلة المؤقتة للأطفال المستغلين من طرف شبكات تجار البشر في التسول بالجزائر العاصمة إرتفع إلى 111 طفلًا في ظرف أسبوع واحد فقط.

وأضاف عمراني  في تصريح لـ ” TSAعربي” أن العملية التي انطلقت يوم 10 نوفمبر نجم عنها جمع 39 طفلا قاصرًا تم ترحيلهم إلى دولة النيجر عقب تحريرهم من عصابة لتجار البشر، ليتم بتاريخ 15 نوفمبر الجاري، جمع 72 طفل كانوا يتسولون بين بلديتي بئر مراد رايس وباب الزوار، من بينهم 28 طفل دون أولياء، حيث  تم التكفل بهم في مركز المساعدة الاجتماعية للأشخاص بدون مأوى ببلدية دالي إبراهيم وهم في صحة نفسية وجسدية جيدة.