search-form-close

الجزائر- جدل تعيين شنين رئيسًا للبرلمان يستمر وحركته تنفي عقد “صفقة” مع الجيش 

  • facebook-logo twitter-logo

الجزائر- TSA عربي: لا يزال خبر إنتخاب النائب سليمان شنين (54 عامًا) كرئيس للمجلس الشعبي الوطني، يصنع الجدل في الأوساط السياسية والشعبية، بالنظر إلى أن هذه الخطوة لم تكن متوقعة على الإطلاق وتُعتبر سابقة في تاريخ المؤسسة التشريعية، فشنين ينتمي سياسيًا إلى “الاتحاد من أجل العدالة والنهضة والبناء”، وهو تحالف لثلاثة أحزاب إسلامية صغيرة تحوز مجتمعة سوى على 15 مقعدًا في الغرفة السفلى للبرلمان.

وفي خضم النقاش المحتدم وتداول أنباء عن عقد”صفقة” بين مؤسسة الجيش وحركة البناء التي ينتمي إليها سليمان شنين، خرج رئيسها عبد القادر بن قرينة اليوم السبت 13 جويلية ليرد على التهم التي طالت تشكيلته السياسية “يقولون في فضاء الفايسبوك ووسائل التواصل الاجتماعي وبعض الفضائيات أن حركة البناء عقدت صفقة وتوضيحًا للرأي العام وإحقاقًا للحق، فإن الحركة التي فيها أبناء الشهداء لا تُساوم ولا تعقد صفقات من أجل الوطن أبدًا، لأن الصفقات تعتبرها ابتزازًا”.

وأوضح بن قرينة خلال ندوة صحفية عقدها بسيدي فرج غرب العاصمة “حركة البناء الوطني لا تصنع الصفقات، لكن إذا نادى الوطن نبيعُ بالمجان ونخفض في الثمن ونكون خُدامًا لكل الشركاء في الساحة الوطنية ما خدموا الوطن، ونكون عونًا لكل المؤسسات الدولة الرسمية للدفع بأي مخاطر يمكن أن تمس بالجزائر”.

واعتبر رئيس حركة البناء، ترأس سليمان شنين للمجلس الشعبي الوطني الشعبي، هدية للحراك واستحقاقًا له، سيما وأنه كان مشاركًا في مسيرات الحراك الشعبي منذ 22 فيفري المنصرم، وهو أمل أن تنتقل السلطة من جيل الثورة لجيل الاستقلال”، بحسب المتحدث.

ويأتي تعليق حركة البناء في أعقاب بيان حاد أصدرته حركة مجتمع السلم التي قاطعت جلسة انتخاب سليمان شنين الأربعاء الماضي، معتبرة أن “الرئيس الجديد للبرلمان، رئيس أمر واقع مثل من سابقه، ولا تمثل تزكيته حالة ديمقراطية إذ هو نتاج هِبة منحتها بقرار فوقي أغلبية برلمانية مزورة ومرفوضة من الشعب الجزائري”، وأشارت حمس إلى أن ما حدث في المجلس الشعبي الوطني “عملية تزيينية فاشلة للالتفاف على مطالب الحراك الشعبي والضغط على القوى الوطنية الصادقة في كفاحها من أجل الديمقراطية والحريات”.

ومعلوم أن شنين، كان من بين القيادات البارزة في حركة مجتمع السلم في وقت الراحل محفوظ نحناح، لكنه انشق عنها عام 2008 ليُؤسس مع كتلة من الكوادر “جبهة التغيير”، ثم “حركة البناء الوطني” في 2013.

وفي رد ضمني على بيان حمس، قال بن قرينة “الصفقات يعقدها الكبار والبناء صغيرة وحزب جديد في الساحة السياسية مقارنة بالمؤسسات السياسية الموجودة فيها، فهل المؤسسة العسكرية تعقد صفقة مع الصغير؟ مسترسلًا ” كونوا شجعانًا وقولوا من هذه الجهة التي عقدنا معها الصفقة المزعومة”.

خارطة سياسية جديد

بالمقابل، قدم رئيس حركة البناء إشارات قوية على إمكانية حدوث مستجدات في قادم الأيام عندما يقول “الجزائر الآن تُعيش زلزالاً حقيقيًا، لازال لم يتوقف وسوف تسقط رايات كثيرة قريبًا، كانت تُؤدي الأدوار الوظيفية رغم أن بعضها كان يدعي المعارضة الجديدة”.

ليضيف المتحدث في السياق “هنالك أحزاب كانت تتاجر بالجبهة الإسلامية للإنقاذ وبملف المفقودين، أين كانت تتمركز وتتموقع وفي أي دائرة كانت تأخذ التوجيهات…؟ لا يغرنكم رفع راية الموالاة، فقط لا يكون كل شخص موال وقد يمثل أجندة أخرى ومكلف بأداء مهمة، ولا يغرنكم بعض المعارضين لأنهم كانوا يؤدون أدوارًا قذرة وغير حقيقة”.

رئيس حركة البناء الوطني، ألمح لإمكانية اختفاء بعض الأحزاب السياسية من الساحة، فيشير إلى أن “الخريطة السياسية ستتغير بفعل هذا الزلزال وسوف تختفي عناوين سياسية موجودة الآن وتصنع صخبًا وقريبًا سوف تسقط إمبراطوريات مالية وشخصيات كانت تملئ الفضاء ضجيجًا وتُبنى جزائر جديدة بجيل الاستقلال وطبقة سياسية لم يتلوث ماضي عائلاتها، أو يوصفون أنهم حركى، ولم تتلطخ أيديهم بسرقة أموال الشعب، أو عقد علاقات مشبوهة مع دوائر ودول خارجية، ولم تتلطخ ألسنتهم بقول أي كلمة لا تصنع الشرف للجيش الوطني الشعبي ولم تتلطخ ألسنتهم بقول أي كلام تلميحًا أو صراحة بالمؤسسة العسكرية”، بحسب بن قرينة.