search-form-close

الجزائر- جلسات الحوار مع القيادات الغاضبة في الأفلان: حل أم أزمة جديدة؟

  • facebook-logo twitter-logo

الجزائر – TSA عربي: تُثير اللقاءات التي يعقدها منسق الهيئة الوطنية لحزب جبهة التحرير الوطني ورئيس المجلس الشعبي الوطني، معاذ بوشارب، للم شمل القيادات الغاضبة، نقاشات حادة في الحزب الحاكم، وتساؤلات عن مدى نجاحها في تغيير مسار الحزب من “الشرعية الثورية” إلى عهد التجديد والتشبيب الذي ستقوده إطارات من جيل الاستقلال، حسب الرواية المسوقة.

وتُواجه القيادة الجديدة المكلفة بإدارة شؤون الحزب “صعوبة” في إقناع عدد من القيادات بالقدوم إلى مقر الحزب بأعالي العاصمة، للحوار والتوافق حول مصير هاته التشكيلة السياسية في المراحل القادمة، أبّرزهم الأمين العام الأسبق عمار سعداني الذي كانت له خلافات جوهرية وحادة مع معاذ بوشارب خلال فترة تقلده الأمانة العامة والسبب “أزمة الشرعية”.

ويرفُض سعداني لحد الساعة الاستجابة للدعوة الموجهة إليه من طرف منسق الهيئة الجديدة، بالرغم من تأكيد الأخير استعداده لطي صفحة الماضي وكتابة أسطر جديدة في سجل حزب جبهة التحرير الوطني من دون إقصاء أو تهميش.

الأمر لا يختلف كثيرًا مع جمال ولد عباس، الذي تُعتبر فرضية جلوسه على طاولة الحوار مع القيادة الجديدة التي أزاحته من منصبه ضئيلة جدًا، بعدما خرج من الباب الضيق من مقر الأفلان، بالرغم من محاولة تحججه بأن الوعكة الصحية كانت وراء تقديمه الاستقالة ولا وجود لسبب آخر.

ليس هذا فقط، فحتى الدعوة التي وجهها معاذ بوشارب إلى السعيد بوحجة، تبدو شكلية وبروتوكولية وغير قابلة للتجسيد منطقيًا، وذلك بالعودة إلى واقعة ما بات يُصطلح عليه بـ”شرعية الأمر الواقع”.

فالسعيد بوحجة لا يعترف إلى غاية اللحظة، ببوشارب كرئيس جديد للمجلس الشعبي الوطني، بدليل رفضه الاستقالة من منصبه، مادامت عهدته الرئاسية تمتد إلى غاية 2022، وفق ما ينص عليه الدستور الجزائري.

ويرى مراقبون، أن نجاح أو فشل مهمة منسق الهيئة الوطنية لحزب جبهة التحرير الوطني، في لم شمل القيادات الغاضبة قبل التوجه إلى مؤتمر استثنائي جامع لم يحدّد تاريخه بعد، ترتبط بمدى قدرة بوشارب في إقناع الأسماء الثلاث (سعداني، ولد عباس، السعيد بوحجة)، بالجلوس على طاولة الحوار.

بالإضافة إلى ذلك ، تقول مصادر من داخل الحزب، إن اللقاء الأخير الذي جمع بوشارب مع عبد العزيز بلخادم أثار حفيظة البعض ووضع منسق القيادة الجديدة في حرج، خصوصًا وأن بلخادم حظي بحفاوة إستقبال كبيرة وتم التسويق له عبر وسائل الإعلام، بشكل لافت سواء قبل اللقاء وبعده.

كما أن تصريحات الأمين الأسبق للأفلان، لم تمر مرور الكرام، حيث دعا إلى تطهير الحزب من الدخلاء الذين أضروا بصورة وسمعة الجهاز، لكن دون أن يُحدّد من هؤلاء الدخلاء.

الأفلان يرد: لم نغلق الأبواب

في مقابل ذلك، ترفض القيادة الجديدة لحزب جبهة التحرير الوطني، الحديث عن فشل لقاءات لم الشمل، من خلال تأكيدها بأن أبواب الحزب ستبقى مفتوحه أمام الجميع من دون إقصاء أو تهميش.

ويقول مدير ديوان الهيئة المسيرة للحزب، نذير بقرون في تصريح لـ “TSA عربي” إن منسق القيادة الجديدة معاذ بوشارب، لا يُمانع في إستقبال كل الإطارات حتى الأمناء العامين السابقين، مشددًا :” الأفلان لن يغلق أبوابه أمام إطاراته وهؤلاء مرحب بهم في كل وقت”.

ولبى دعوة بوشارب لحد الآن كل من الأمين العام الأسبق، عبد العزيز بلخادم، ومنسق المكتب السياسي السابق، عبد الرحمن بلعياط، ومنسق حركة “تقويم وتأصيل الحزب”، عبد الكريم عبادة، والسيناتور عن الثلث الرئاسي، صالح قوجيل.

ويُشير بولقرون بهذا الخصوص، الى أن كل الاجتماعات التي عُقدت تمت في ظروف عادية والقيادين الذين تم إستقبالهم تكلموا بما يرونه صوابًا وكلامهم ليس ملزمًا بالضرورة بالمنسق للقيادة الحالية لحزب جبهة التحرير الوطني، معاذ بوشارب”.

ويعتقد المتحدث أن اللقاءات التي تم عقدها كانت ناجحة، وجاءت ترسيخًا لوحدة الحزب ولم شتات إطاراته ومناضليه، الذين كانوا يعبرون عن مواقفهم ويشتكون من التهميش عبر صفحات الجرائد والآن يدلون بآرائهم من داخل مقر حزبهم الأفلان، وهو ما يصفه نذير بولقرون، بالأمر الإيجابي.

ويُضيف” المنسق نجح في إعطاء صورة مغايرة لما كان سائدًا في حزب جبهة التحرير الوطني طيلة السنوات السابقة، حيث كان يبدو ظهرًيا (الحزب) في صحة جيدة، لكن الملاحظ أن جزء من إطاراته خارج الصف إن صح التعبير”.