search-form-close

الجزائر – جيلالي سفيان : “السلطة غيّرت موقفها من الحوار الوطني”

  • facebook-logo twitter-logo

الجزائر- TSA عربي: يعتقد رئيس حزب جيل جديد، جيلالي سفيان، أن التناقض في التصريحات بين رئاسة الدولة وقيادة الجيش حول “إجراءات التهدئة” (إطلاق سراح سجناء الحراك، رفع الحصار الأمني والتضيق على الإعلام)، تعكس تغيّرا واضحًا في المواقف بخصوص الحوار الوطني، وعدم وجود إرادة لتقديم التنازلات، بالمقابل جزّم جيلالي سفيان في حوار مع “TSA عربي” بوجود شخصيات وطنية قادرة على إخراج البلاد من أزمتها ستبرزُ في الوقت المناسب.

*بعد 6 أشهر من الحراك الشعبي، يتساءل الجزائريون اليوم عن الحل، فلماذا يغيب في إعتقادكم؟

كان من الممكن الذهاب إلى الحل بسرعة، ولكن هنالك مواقف متشبثة من كلا الجهتين، أولًا من السلطة التي تتعصب وترفض تقديم تنازلات أو إتخاذ إجراء لتهدئة الأوضاع، وثانيًا من قبل فئة رافضة تمامًا لأي تفاوض وإتخذت موقفًا متطرفًا نوعًا ما بحيث تريد تطبيق بعض الشعارات فورًا، منها “تتنحاو قاع” و”النظام يرحل”…، وهو ما جعل الحوار رهينة هاته المواقف المتعصبة لحد كبير.

*هل تقصدون بكلامكم قوى البديل الديمقراطي، التي قطعت كل حبال التواصل مع السلطة وتدفع نحو المرحلة الانتقالية؟

لا ليس بالضروري قوى البديل الديمقراطي، وإنما عدد من النشطاء الذين ينتمون للحراك لكنهم يتحدثون ربما باسم كل الحراك وهذا غير صحيح.

*لاحظنا في الأونة الأخيرة تصريحات “متناقضة” بين رئيس الدولة وقائد أركان الجيش، هل تعتقدون أن هناك خلافات في أعلى هرم السلطة؟

بالفعل هناك تناقض في التصريحات، أظن أنه ناجم عن تغيّر في الموقف وليس إشكال بين رئيس الدولة عبد القادر بن صالح ورئيس أركان الجيش الفريق أحمد قايد صالح. التغيّر في الموقف جاء عقب مرحلة أولى كانت فيها إرادة معلنة للذهاب نحو حوار وطني، لكن بعدها لاحظنا أن السلطة انغلقت على نفسها ورفضت أي تنازل، والمشكل أنه من دون تنازل يبقى من المستحيل لعدد كبير من أحزاب المعارضة وحتى ممثلي الحراك المشاركة في هذا الحوار.

رئيس الدولة عندما استقبل أعضاء هيئة الحوار والوساطة برئاسة الجمهورية، تعهد بالتجاوب مع شروط إجراءات التهدئة، لكن بعد ذلك غلق رئيس الأركان هذا الباب بتصريحاته الأخيرة، غير أنه لحد الساعة لم نسمع رأي عبد القادر بن صالح بعد تلك التصريحات وبالتالي ربما علينا انتظار ما سيقوله للحكم.

*كيف تتوقع نتائج الحوار الذي تقوده هيئة كريم يونس؟

في ظل الجو الحالي لا يمكن للحوار أن ينجح، وسيبقى هامشيًا كما أن الأزمة السياسية لن تُحل على الإطلاق، ولضمان مشاركة الجميع في الحوار من شخصيات وطنية وأحزاب سياسية لها تواجد حقيقي في الميدان وفعاليات المجتمع المدني، يجب أن تكون هناك خطوات جادة للتهدئة.

من هي الشخصية أو الشخصيات القادرة على حيازة قبول الجزائريين لقيادة الحوار، في هذه المرحلة؟

هنالك عدد من الشخصيات التي لها مستوى وكان من الممكن أن تكون في الحوار.

مثلًا؟

عندما نذكر هاته الشخصيات قد نضعهم في حرج وهو ما وقع عندما ذُكرت بعض الأسماء، لكن الأكيد أن الجزائر لها مخزون من الشخصيات وستخرج للعلن في الوقت المناسب عندما تنضجُ وتتضح الأمور.

ماذا عن الذين يقولون إن البلاد تعاني تصحرًا من حيث الشخصيات والنخب؟

هناك تصحر نسبي. بالفعل لا نملك طبقة سياسية أو مجتمع مدني قوي، غير أنه يوجد شخصيات يمكنها أن تكون همزة وصل بين الجميع، ونحن نتمنى أن تبرز في الميدان لأن الاشتغال في الخفاء (بعيدًا عن الأضواء) لا يكفي.

البعض يدعو لعدم إشراك أحزاب السلطة في الحوار وحتى إلى حلها تمامًا، هل توافقون هذه الفكرة؟

كررنا موقفنا لعدة مرات، جبهة التحرير الوطني عليها أن تعود للشعب لأنها ملك له، والأشخاص الذين ارتكبوا جرائم في حق الجزائريين عليهم أن يرحلوا، أما الذين يقولون أنهم مناضلين حقيقيين في الأفلان عليهم إثبات ما معنى النضال في الميدان بإسمهم وإنشاء أحزاب.

الأحزاب الأخرى (يقصد أحزاب الموالاة) نظن أنها متورطة في كل ما يجري الآن وليس لها حتى حق المشاركة في الحوار الجاد، لأنهم كانوا شركاء في جرائم حيكت ضد البلد وبالتالي عليهم البقاء على الهامش وانتظار ماهو حكم الشعب عليهم في الانتخابات المقبلة.

برزت في مسيرات الجمعة 24 دعوات للعصيان المدني، هل تعتقدون أن هذا السيناريو مطروح؟

حقيقة اليوم هناك تخوف من فرض المواقف المتعصبة لمنطقها في الميدان، عندما نتحدث عن كلمة العصيان المدني، تُطرح عدة علامات استفهام، حول ماهي الفكرة العملية وراء هذا المفهوم؟ هل المعنى منه شن إضراب عام أو رفض كل قرارات السلطة؟. حاليًا لا نستطيع أخذ موقف لأن دعوات للعصيان المدني لم تُحدد المضمون، ولحد الساعة لا نعرف مقاصد الأشخاص الذين تبنوا هذا المفهوم.

أعتقد أن الشعب الجزائري عندما خرج إلى الشارع بالملايين يوم 22 فبراير هو نوع من العصيان المدني وحتى عندما خرجت الأحزاب قبل هذا التاريخ ومنهم جيل الجديد للتنديد بقرارات السلطة بمنع التظاهر كان عصيانًا مدنيًا، غير أنه تم في إطار محدود طبعًا.

متى تتوقعون إجراء الانتخابات القادمة؟

أعتقد أنه من صعب إجراءها في غضون العام الجاري، لأننا لم ندخل في المسار الحقيقي للحوار والنتائج لم تظهر بعد. أما إذا كانوا يرغبون في فرض انتخابات على الجزائريين فالأكيد أنها ستكون فاشلة.