search-form-close

الجزائر- “ديقاج”.. كلمة تزلزل الأفلان وتُروض خطاب بوشارب

  • facebook-logo twitter-logo

الجزائر – tsa عربي: وجد معاذ بوشارب، منسق قيادة حزب جبهة التحرير الوطني، نفسه مجبرًا على إعادة ترويض خطابه، بما يتلاءم مع الحراك الشعبي المنتفض ضد النظام الحالي ورجالاته والمُطالب بـ “رحيلهم”، تحت ما يسمى بالعبارة الشهيرة “تتنحاو قاع”.

وتفاجأ عدد كبير من الجزائريين وهم يتابعون كلمة بوشارب، اليوم الأربعاء 20 مارس، في لقاء جمعه مع محافظي حزبه بفندق الأروية الذهبية بالعاصمة، قال فيها إن أبناء الحزب “يُساندون الحراك الشعبي في الجزائر مساندة مطلقة، ويُدافعون بكل إخلاص من أجل الوصول إلى الأهداف المرجوة وفق خارطة طريق واضحة المعالم”.

بوشارب لم يتوقف عند هذا الحد، واعتبر أن “الأفلان ولد من رحم الشعب ولم يكن أبدًا ضده” متهمًا من أسماهم بـ “المأجورين بتحوير الحديث لظلم وإلصاق المساوئ والتهم بحزب جبهة التحرير الوطني” مبرزًا أن “الجهاز التنفيذي لم يكن بيد حزب جبهة التحرير الوطني”. وهي محاولة للتنصل من كل التهم التي طالته الأفلان، بأنه أساس الأزمة في الجزائر.

لكن بالرغم من إعلان منسق قيادة الأفلان، مساندة الحراك، إلا أنه تجاهل المطالب الداعية إلى رحيل حزب جبهة التحرير الوطني، وإحالته على المتحف، حيث ردّ على سؤال صحفي حول شعار “أفلان ديقاج” المرفوع في المسيرات المليونية السلمية بالقول “الشعب لم يقل أبدًا أنه ضد حزب جبهة التحرير الوطني” !!.

ولم يجد رئيس المجلس الشعبي الوطني، خلال لقاء ثان جمعه بنواب البرلمان بغرفتيه بمقر المجلس الشعبي الوطني، مساء الأربعاء 20 مارس، غير ما أسماه بـ”بعض الأقلام الصحفية والقنوات التلفزيونية” لاتهامها بأنها من “تحاول تشويه سمعة الحزب وأن خطاباته أو خطابات مناضلي الحزب لم يرد فيها “أي كلام يسيئ إلى المجموعة الوطنية والشعب الجزائري”.

وليست المرة الأولى التي يحاول فيها السياسيون إلصاق سقطاتهم بالإعلام، مع العلم أن الأخير ينقل بالصوت والصورة تصريحاتهم، تمامًا كما فعل مع معاذ بوشارب، الذي يبدو أنه فقد البوصلة خلال لقاء وهران الشهير، وعندما انقلبت عليه الأمور، لم يجد غير الصحافة لاتهامها بتشويه سمعة الحزب.

وفي سياق ذي صلة، أدلى معاذ بوشارب بتصريح غير مفهوم أمام نواب حزبه، بقوله إن الأحزاب الأربعة المشكلة للتحالف الرئاسي إضافة إلى بعض أحزاب المعارضة “إلتقت فيما بينها وتطرقت إلى ترشيح الرئيس في الرئاسيات” وتأكيده أن “المعارضة كانت مطلعة على خارطة الطريق ووافقت عليها”.

وأضاف المنسق العام ورئيس المجلس الشعبي الوطني، أن موقف الحزب “كان واضحًا منذ البداية ولا أحد يزايد علينا في هذا الموضوع ولا تلزمنا تصريحات الأخرين” مضيفًا “نحن لسنا من الذين يغيرون مواقفهم والحكومات تزول والرجال يذهبون وتبقى الجزائر”.

ويرى مراقبون لخطاب بوشارب، أن الأخير يحاول اللعب على الحبلين، تارة بمساندة الحراك الشعبي، وتارة أخرى، عن طريق مواصلة الدفاع عن مقترحات الرئيس بتنظيم ندوة وطنية، وبقائه في الحكم لفترة أخرى.

ويعكس التناقض في الخطاب، حالة التخبط التي يواجهها حزب جبهة التحرير الوطني، خصوصًا وأن معاذ بوشارب أمام موجة غضب قواعد الحزب التي سجلت التحاقها بالمظاهرات في عدد من المدن.

كما تؤشر تصريحاته على تصدع معسكر الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، الذي تفاجأ من حجم الغضب الشعبي والمسيرات المليونية المطالبة برحيل النظام الحاكم، والدليل على ذلك تصريحات الوزير الأول السابق، والأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي، أحمد أويحيى، الذي دعا إلى الاستجابة الفورية لمطالب الشعب، بعدما خوف المتظاهرين في وقت سابق بأن “الثورة السورية بدأت بالزهور وانتهت بالدماء”.