search-form-close

الجزائر-رئاسيات ديسمبر: “حملة انتخابية” غير عادية

  • facebook-logo twitter-logo

الجزائر-TSA عربي: تنطلق غدًا الأحد 17 نوفمبر، الحملة الانتخابية لرئاسيات 12 ديسمبر القادم، وسط أجواء استثنائية تعيشها البلاد، على خلفية انقسام الشارع حيال الاقتراع المقبل.

وكما هو معلوم، يخوض سباق الرئاسيات 5 مترشحين، هم رئيسا حكومة في عهد الرئيس المستقيل، عبد العزيز بوتفليقة، ويتعلق الأمر بعبد المجيد تبون وعلي بن فليس، بالإضافة إلى القيادي السابق في حزب جبهة التحرير الوطني ورئيس جبهة المستقبل حاليًا عبد العزيز بلعيد، بالإضافة إلى الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي(الأرندي) عز الدين ميهوبي وعبد القادر قرينة رئيس حركة البناء.

ووقّع المترشحون الخمسة اليوم السبت 16 نوفمبر، على ميثاق أخلاقيات الممارسات الانتخابية بمدرسة الفندقة في عين بنيان غرب الجزائر العاصمة، تضمن شروطًا وموانع على المرشحين منها منع التراشق والقذف وكذا استخدام لغات أجنبية في الحملة أو نشر أي عمليات سبر لآراء الشارع لقياس شعبية المرشحين.

وتعيش الجزائر على وقع مظاهرات رافضة للانتخابات، وهو ما أظهرته الجمعة 39 من الحراك التي رُفعت فيها شعارات “لا للانتخابات مع العصابات”، وأخرى داعمة لهذا الاقتراع يتم تغطيتها من قبل التلفزيون العمومي.

ويتوقع مراقبون للمشهد العام في البلاد، صعوبة إجراء حملة انتخابية عادية، نظرًا لعدة اعتبارات أبرزها أن أغلب المترشحين، هم من رموز “النظام البوتفليقي”، وهو ما يصفه الشارع بـ “رئاسيات بنكهة بوتفليقة”، أي أن انتخابات 12/12 هي استمرار للعهدة الخامسة التي أسقطها الشارع، ومحاولة لإعادة استنساخ النظام لنفسه، وفق تعبير المتظاهرين.

في السياق، لا يستبعد أستاذ علم الاجتماع السياسي، ناصر جابي، “تركيز المترشحين الخمسة على بلاتوهات التلفزيونات والقاعات المغلقة ووسائط التواصل الاجتماعي” نتيجة ما يعتبره “التجنيد الشعبي ضد هذه الانتخابات التي يقاطعها جزء كبير جدًا من المواطنين”. ويرى جابي “سنكون أمام انتخابات –إن تمت فعلًا- من دون حملة انتخابية ولا نقاش اجتماعي وسياسيي، انتخابات تزيد من صعوبات الوضع السياسي في الجزائر. ستشبه ما عرفته بعض الدول الافريقية في السنوات الأخيرة. تكون فيها الانتخابات بداية أزمة سياسية وليس حلًا لها”.

وعشية إنطلاق الحملة الانتخابية، أعلن رئيس أركان الجيش، الفريق أحمد قايد صالح، خلال تسجيل مصور نشرته وزارة الدفاع، يوم الخميس، أنه أصدر أمرًا للعسكريين بعدم استهداف المتظاهرين.

وقال “أنا لا أعطي أمرا للجيش لكي يضرب الشعب، لأني من صلب هذا الشعب، وكنت معه خلال الثورة التحريرية (1954-1962)، وخلال فترة الإرهاب (التسعينات)، ولدي علاقة دائمة مع الشعب”.

وجاء تصريح قايد صالح، في أعقاب تحذيرات وتخوفات من وقوع صدامات في الشارع، على خلفية المناوشات الي شهدتها عدة ولايات مؤخرًا أبرزها ولايتي قسنطينة وعنابة شرقي البلاد، بين متظاهرين كانوا يشاركون في مظاهرات تدعم خطة السلطة لإجراء الانتخابات، وآخرين يعارضون إجراءها في الظروف الحالية.

كما يستند الأشخاص الذين يحذرون من الصدمات، عدة حوادث وقعت قبل أيام، منها حادثة الطرد، التي تعرض لها المرشح للانتخابات، عبد القادر بن قرينة قبل أيام من طرف سكان بولاية تندوف خلال تجمع شعبي أقامه، إذ إتهمونه بـ “خيانة الحراك الشعبي”، كما عبروا عن رفضهم إجراء الانتخابات الرئاسية شهر ديسمبر المقبل.

وقبلها اعترض مواطنون بالعاصمة المرشح علي بن فليس، وطالبوه بمغادرة حيهم (بابا حسن) لأنه قرّر المشاركة في رئاسيات يراها كثير من الجزائريين “فرض لسياسة الأمر الواقع” وأنها لن تساهم في التغيير الذي يطمحون إليه وخرجوا من أجل تحقيقه منذ شهر فيفري الماضي، وفق تعبيرهم.