الجزائر – TSA عربي: بعد طول غياب، أدلى رئيس الحكومة الأسبق مولود حمروش بدوله في الأحداث السياسية التي تعيشها الجزائر في هذه المرحلة الحساسة، وحتى إن لم يبدي رغبته في الترشح لرئاسيات 2019 الا أنه تطرق الى أبرز ما تعيشه الجزائر.
مساهمة حمروش التي نشرها صباح اليوم الاحد 13 جانفي في صحيفة الوطن، بدت وكأنها تحتوي رسائل الى صناع القرار وكبار المسؤولين في الدولة الذين يخشون التغيير السياسي، حيث يكتب أن ” الدولة والحكم الوطني هما مفهومان وقضيتان مختلفتان” وأضاف “بالنسبة للدولة ورجال الدولة، لا توجد سوى مهام وواجبات وفي نقطة السلطة، تخضع السلطة وممارستها للحكومة”، كما يعتقد حمروش أن الحل لن يكون عن طريق اقحام الجيش.
ظهور مولود حمروش يطرح العديد من التساؤلات عن شخصيات كانت تصنع الجدل على مستوى الساحة السياسية، كما كان لها وزن كبير في تحليل المعطيات ونتائج الحراك السياسي، وباتت اليوم من الماضي، تتحاشى أحيانا الخوض في السياسية، وبعضها اعتزل أو تلاشى تلقائيا من المشهد.
ومن هذه الشخصيات نجد سعيد سعدي الرئيس السابق للارسيدي، والذي أعلن في شهر فيفري 2018، انسحابه من الحزب، وقال في مؤتمر للارسيدي “هي آخر كلمة كمناضل سياسي”، لكن بعدها بشهرين تحدث عن موقفه من بوتفليقة ومن الربيع الامازيغي في رد له على أويحيى، ليلتزم بعدها الصمت.
كما غابت عن السياحة السياسية، أو تقلصت خرجاتهم بشكل كبير، شخصيات أخرى أمثال أحمد طالب الابراهيمي، ومقداد سيفي، سيد احمد غزالي وعبد الله جاب الله الذي رغم رئاسته لحزب سياسي الا أن تصريحاته الإعلامية وخرجاته لا تكاد تذكر، وغيرهم.
يأس سياسي
ويرى المحلل السياسي محمد طيبي أن السياسة “ترهق ولما يطول أمدها ولا تؤتي ثمارها تُدخل الفاعلين في حقل اليأس أحيانا واليأس السياسي ينتج عنه شك في الرسالة السياسية التي يحملها المعني”، ويضيف “ولهذا ضمنيا يُستنتج أن المجتمع كقوة تحريك وتأثير في النخب لا تعطي النتائج المرجوة”.
غير أن طيبي يؤكد ان هذا الأمر هو في حقيقة الأمر “محك لرجل السياسة لأنه إما أن يكون صبورا متشبثا إلى آخر نفس بمشروعه أو أنه أحيانا يستنتج أنه لم يعد له ما يقدمه فيخرج من اللعبة بارادته أو بدون إرادته”.
كما يذكر المحلل السياسي أن “البعض من الذين ينتمون الى عصر آخر من التاريخ يحكم على المسارات بالنهايات، فالابراهيمي ملأ عصره ويعرف ويستنتج أن هناك عصرا آخر وفاعلين جدد ليس له معهم معابر لا نفسية ولا رمزية ولا سياسية”.
أحزاب أفرغت الساحة
وبخصوص رجال السياسية الحاليين والذين لا يوجد لهم تأثير كبير كمن سبقهم، فيرى المحلل السياسي محمد طيبي أن “الشخصيات السابقة نجرتها الثورة التحريرية وطبعها النظام الوطني وامتحانات الزمن وطبعتها أيضا انتصارات الشعب الجزائري وهو الامر غير الموجود الآن”، ويضيف “ففاعلية البرامج السياسية الآن ليست لها رهانات تاريخية وانما رهاناتهم سلطوية بهدف الوصول الى سدة السلطة سواء داخل الحزب او الحكومة او المؤسسة وعلى هذا الأساس فالابداع في المفاهيم والفكر السياسي فقير”.
كما يحمل الأحزاب هذه النتائج بالقول إن “.. فالأحزاب الوطنية أفرغته من محتواه بسلوكياتها العقيمة والذين لم يعودوا يرون في الوطنية قيمة ضرورية، ويبحثون عن مفاهيم يحركون بها الناس بتسويق خطب اما ذات تهييج ديني او عاطفي او تشكيك في الهويات وغيرها”، ويضيف “الشخصيات السياسية الحالية تشتغل بعقم قد يتحول مع الوقت الى تسميم الحياة السياسية وإخلائها من طرف المواطنين “.