search-form-close

الجزائر – لالماس عن هيئة كريم يونس : “هذا النوع من اللجان سيجرنا إلى انسداد يستقطب زبائن السلطة”

  • facebook-logo twitter-logo

 انسحبت من لجنة الحوار والوساطة مباشرة بعد خطاب رئيس أركان الجيش، كيف تقيم اداء هيئة كريم يونس اليوم؟

اسماعيل لالماس: وضعت لجنة الحوار و الوساطة في بداية عملها مطالب و اجراءات التهدئة ضمن أولياتها، و ذلك باعتبارها ضرورية من أجل تجنيد كل الفئات الفاعلة في المجتمع، من ممثلي الحراك و أحزاب المعارضة و الجمعيات و الطلبة والنقابيين .. للمشاركة في مسعى الحوار.  وكانت السلطة في بداية الأمر قد أبدت تجاوبا إيجابيا مع تلك المطالب، خاصة وأنها أعلنت خلال بياناتها الأولى عن استقلالية لجنة الحوار وسيادة قراراتها عن أي جهة كانت سواء الرئاسة أو الحكومة أو المؤسسة العسكرية، وهو ما شكل نقطة قوة بالنسبة للجنة.  لكننا وجدنا تدخل جهات أخرى إثر بيانات وخطابات أصبحت هي التي تحدّد ورقة الطريق والنقاط التي لا يجب ان يخرج الحوار عنها وهو ما تسبب في ضياع استقلالية.

وإذا عدنا ّإلى الوراء، نجد أن السلطة لم تستجب لحد الساعة لتلك المطالب والشروط التي وضعتها اللجنة، وهو ما أراه يصعب من مهام هيئة كريم يونس، خاصة وأن البيانات الأولى لها كانت قد هدّدت بحل اللجنة في حال عدم استجابة السلطة لإجراءات التهدئة.

هل يعني هذا أن هيئة الحوار حادت عن أهدافها الأولى؟

يمكن أن يكون منهج اللجنة تغير مع الوقت، لا أستطيع أن أجزم بالتدقيق ما هو المحور الذي ستركز عليه مستقبلا، لكنني أؤكد أنه لا يمكن نجاح مسار الحوار خارج إطار التهدئة لأن الهدف هو الشعب وممثليه، وإذا لم تستجب لمطالب الشعب، فأنه لن يثق في اللّجنة ولن يجتمع معها، ليصبح السيناريو بعد ذلك كلاسيكي معروف، يبعثنا للأساليب القديمة للنظام البوتفليقي حيث كانوا يملؤون القاعات بالأشخاص اللذين لا علاقة لهم بالحراك.

هل تعني أن اللّجنة أصبحت أداة في يد السلطة لتكرار ما سبق؟ 

أكيد، إذا الشعب لم يكن أساس هذا الحوار، و لم يمش في مساره، فمع من سيكون هذا الحوار و بمن؟. إذا رفض الشعب الحوار وتمسكت السلطة بخيار الذهاب إلى انتخابات رئاسية بدون شعب، فهذا سيعطينا نتيجة معروفة هي بعث مرشح من النظام القديم وتنصيبه رئيسا، ليعيدوا تجديد نظام بوتفليقة الذي لم يذهب بعد.

فبعدما كنّا نتحدث عن استقلالية اللّجنة، أصبحنا نتحدث عن تحديد مهامها التي أصبحت محصورة في الحوار حول الانتخابات، فمن جهة نقول لجنة سيدة، وفي الخطاب الأخير للمؤسسة العسكرية يتحدث عن وضع ورقة طريق اللجنة، أظن أن هناك تتناقض كبير في التصريحات.

تقصد التناقض بين بيانات الرئاسة وخطابات المؤسسة العسكرية؟

هو دليل على أنه ليس هناك توافق في أعلى هرم السلطة فيما يتعلّق بورقة طريق الخروج من الأزمة، وبالتالي عليهم في القمة التفاهم لتسهيل عمل لجنة الحوار والمبادرات أخرى.  على أصحاب السلطة أن يفهموا أنه لا يمكن حل الأزمة  دون السماع لصوت الشعب، وعليه فقد حان الوقت للسماع للشعب والتفاعل مع مطالبه بداية من ذهاب الحكومة واستبدالها بحكومة شعبية، ولكن أن نبقى بهذه الأساليب القديمة، وهذا النوع من اللّجان سيجرنا إلى الانسداد الذي يستقطب زبائن السلطة. وعليه فعلى أصحاب القرار إعادة النظر في أساليبهم خاصة وأن الشعب مستعد اليوم للذهاب إلى أبعد حد لتحقيق أهدافه.

بغض النظر عن موقفك من منهجية عمل لجنة الحوار، هل كان لانسحابك علاقة بانتقاد الشارع لبعض الشخصيات المشاركة ضمن اللجنة؟

أرفض نظرية تخوين الأشخاص، فهدفي هو المساعدة على الخروج من الأزمة و تغيير النظام، أما الحكم على الشخصيات فهذا ليس محوري، كلنا يجمعنا هدف واحد و هو تغيير هذا النظام الذي اتانا بفساد كبير على كل المستويات، هذا النظام الذي خلّف رؤساء حكومات وزراء و مدراء مؤسسات و رجال أعمال و إطارات .. في السجون. نريد أن نسخر كل مجهوداتنا من أجل ترحيل النظام، وعلينا جميعا أن نتفق على ورقة طريق موحدة للخروج من الازمة فمن الصعب اليوم أن نتكلم بلغة واحدة ولكن هناك شيء مشترك نتفق عليه وهو أهمية تغيير النظام. أما التخوين و التشوش فهذا أسلوب جاءت به العصابة وأصحاب الثورة المضادة من أجل كسر النخبة، و كسر صفوف الحراك، و عليه علينا أن نحارب هذه الأساليب و أن نفهم أن هناك أشخاص من العصابة يحاولون البقاء بكسر الثورة. و علينا التفطن لذلك .