search-form-close

الجزائر – لماذا “يتحفظ” بن يونس عن دعوة بوتفليقة للترشح لعهدة خامسة ؟

  • facebook-logo twitter-logo

الجزائر- TSA عربي : يُثير موقف رئيس الحركة الشعبية الجزائرية عمارة بن يونس، من الرئاسيات القادمة الكثير من التساؤلات وسط المراقبين للمشهد السياسي في أعقاب تحفظه عن دعوة الرئيس بوتفليقة للترشح لعهدة خامسة، بخلاف شركائه من قادة التحالف الرئاسي وهم أحمد أويحيى، معاذ بوشارب، عمار غول .

خلال الأشهر الماضية، استحدثت الأحزاب الداعمة لبرنامج الرئيس بوتفليقة، مصطلحًا جديدًا في القاموس السياسي وهو ” الاستمرارية” بمعني أن يُواصل الرئيس تطبيق برنامجه إلى ما بعد الرئاسيات المقبلة، لكن من دون الإشارة إلى كلمة ” العهدة الخامسة”.

تلك الدعوات، ظلت حكرًا على أحزاب الموالاة وهي جبهة التحرير الوطني، التجمع الوطني الديمقراطي وتجمع أمل الجزائر، دون الحركة الشعبية الجزائرية التي خالفت كل التوقعات وأكدت أنها ستساند الرئيس مباشرة بعد إعلانه الترشح.

وفي كل مرة كانت تُوجه أسئلة لبن يونس، عن أسباب عدم دعوته للرئيس بوتفليقة للترشح لعهدة خامسة، تكون إجابته كالتالي :” لم نتاجر بعلاقتنا مع الرئيس بوتفليقة ولكل حزب له طريقة عمل وأفكاره.. انتظروا حتى يُعبر المعني عن رأيه النهائي وبعدها نتحدث”.

الغموض

وعقب إستدعاء الرئيس بوتفليقة للهيئة الناخبة وتحديد موعد الرئاسيات المقبلة بتاريخ 18 أفريل، ترقب البعض موقف الحركة الشعبية الجزائرية، غير أنها أعلنت تأجيل الفصل في موضوع الرئاسيات القادمة إلى اجتماع المجلس الوطني، دون تحديد وقت واضح.

واكتفت التشكيلة السياسية في بيان لها التأكيد على أنه ” لا يمكن لأحد أن يمنع مواطنًا من الترشح ما عدا المجلس الدستوري المؤهل للفصل في قبول الترشيحات، كما لا يُمكن أيضًا لأحد أن يُجبر مواطنًا على الترشح”، وهنا يُطرح السؤال عن هوية الأشخاص الذين “وقفوا ضد” ترشح شخص ما، وكذا عن الذين يحاولون “إجبار” شخص آخر على الترشح من منظور بن يونس ياترى؟

العهدة الخامسة لم تُحسم

وبهذا الخصوص، يرى الناشط الحقوقي، عبد الغني بادي، أن “رئيس الحركة الشعبية الجزائرية، عمارة بن يونس لم يحسم موقفه من الانتخابات القادمة فقط لأنه يعتقد أن الرئيس بوتفليقة لن يتم ترشيحه لرئاسيات 18 أفريل المقبل (بنسبة كبيرة)، مشيرًا ” لا أتصور أن بن يونس كان ليفوت فرصة التخندق في صف الداعين للعهدة الخامسة”.

ويُشير بادي في تصريح لـ ” tsa عربي”: ” القراءة الأولية تؤكد أن بن يونس صار يفكر في مرحلة ما بعد بوتفليقة ويبحث عن حسابات سياسية جديدة تجعله يستمر هو وحزبه مادامت استمرارية بوتفليقة غير مضمونة “، موضحًا: “عدم ترشح بوتفليقة في الرئاسيات المقبلة، قد يكون انتحارًا سياسيًا لكل الداعيين للاستمرارية والعكس ليس صحيح “.

وعن القائلين أن بن يونس يمتلك معطيات بخصوص مستقبل بوتفليقة السياسي، يقول الناشط السياسي والحقوقي: ” معلومات “رئيس الأمبيا” غير مؤكدة ولكنها احتمالات بنسب متفاوتة لأن السياسة أحيانًا تتطلب الرهان .. لكن الأكيد أن بن يونس سيلتحق بالركب الداعي للاستمرارية بمجرد تأكده من ترشيح بوتفليقة “.

“مرحلة ما بعد بوتفليقة قد تكون صعبة جدًا بالنسبة للأشخاص الذين بالغوا جدًا في الولاء وقد تكون مرحلة تصفية حسابات معهم من طرف أي جهة تصل للحكم .. لأن الرئيس القادم لن يقبل أن يرأس من تحت عباءة بوتفليقة ولو بعد حين”، يردف المتحدث.

مرشح السلطة

في الجهة المقابلة، يعتقد الصحفي الجزائري مسعود هدنة، أن رئيس الحركة الشعبية الجزائرية عمارة بن يونس ليس متأكدًا من مسألة ترشح بوتفليقة وهو ما يجعله يتجنب المغامرة”.

وفي قراءته يُضيف مسعود هدنة في تصريح لـ” TSA عربي” قائلًا:” تقديري أن بن يونس يريد أن يستمر الوضع على ما هو عليه من أجل مصالحه لا أكثر، وكل هذا باسم الاستمرارية وعدم المغامرة بالبلاد”.

وعليه، يرى الصحافي الجزائري أن “رئيس” الأمبيا” هو مع مرشح السلطة أكان بوتفليقة أو غيره، وهو حاليًا يتوجه برسائل تخاطب المحيط الرئاسي لأنه يعلم أن الرئاسة هي في أيدي جماعة الرئيس”، وفق تعبيره.

اقرأ أيضا: الجزائر- بن يونس يمدد السوسبانس ويخالف مواقف التحالف الرئاسي