search-form-close

الجزائر – محسن بلعباس : “ببساطة إنهم يحضرون لما بعد بوتفليقة…”

  • facebook-logo twitter-logo

الجزائر – TSA عربي: يربط محسن بلعباس، رئيس حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، ما يحدث داخل المجلس الوطني الشعبي، بالتحضير للرئاسيات وما بعدها، وفقا لما نستخلصه من الحوار الذي أجراه مع الحوار المطول الذي أجراه مع “TSA”.

ويرد بلعباس على سؤال لماذا بالتحديد هذه المعركة الشرسة؟ بالقول: “ببساطة لأن مرحلة ما بعد بوتفليقة يتم التحضير لها”، وأضاف “أعتقد أنه حتى لو شارك بوتفليقة في الانتخابات الرئاسية المقبلة، فإن حالته الصحية لن تسمح له بإنهاء عهدته، وإذا قرر عدم ترشيح نفسه، فهناك بالتأكيد سيناريو يتم طبخه في دوائر عليا، وبين قوى دخل النظام ، ويحاول كل واحد إضعاف الآخر لصنع القرار لمرحلة ما بعد بوتفليقة”.

هل يتم التحضير لشخصية أخرى لخلافة بوتفليقة؟

أما عن سؤال بخصوص إن كان يتم حاليا التحضير لشخصية تخلف الرئيس بوتفليقة، فيقول محسن بلعباس إنه “من الصعب جداً الحصول على معلومات دقيقة حول أهداف الأجنحة المتنافسة داخل النظام الجزائري. لأنهم عودونا في كل انتخابات رئاسية، أن يخرحوا لنا مرشحهم الذي لم نفكر فيه”، ويضرب مثالا عما حصل في الانتخابات في تاريخ الجزائر، بداية من تعيين الشاذلي بن جديد عام 1979 كخليفة للراحل هواري بومدين، والذي لم يكن أحد يتوقع مثل هذا الاختيار، بدءا بالشاذلي نفسه، ونفس الأمر حصل سنة 1991، عندما استنجدوا بمحمد بوضياف، وأيضا في جويلية 1992، عندما تولى علي كافي رئاسة المجلس الأعلى للدولة، ونفس الحال مع اليامين زروال، وبنفس الطريقة جاء عبد العزيز بوتفليقة في عام 1999 بعد استقالة مفاجأة من سلفه.

وبعد سرده لهذه الأمثلة يقول محسن بلعباس “إن الأمر أكثر صعوبة في الوضع الحالي ، لأن النظام قد أٌفرغ من الشخصيات التي كان لها وزن من خلال خلفيتها التاريخية أو المسؤوليات التي كانت تتحملها في مرحلة ما”.

أزمة البرلمان

وبالعودة إلى قضية البرلمان، فيقول رئيس الارسيدي إن هناك على وجه الخصوص دراسة مشروع قانون المالية الذي يبدأ عادة في بداية شهر أكتوبر، عن طريق إحالته على لجنة المالية، وهو ما لم يحدث هذه السنة، قبل أن يضيف ان بوحجة سيسلمه خلال هذا الأسبوع للجنة، ” وسنرى كيف سيكون رد فعل أعضاء اللجنة”.

كما يرى محسن بلعباس أن الجزائر كانت تعاني من أزمة منذ فترة طويلة، وتسارعت منذ ماي الماضي، بعد بروز عدد من الأحداث الهامة احتلت المشهد الإعلامي، أبرزها حجز 701 كيلوغرام من الكوكايين في ميناء وهران، وإقالة المدير العام للامن الوطني، ثم سلسلة من عمليات إنهاء المهام على مستوى القيادة العليا للجيش، لتصل إلى المجلس الوطني الشعبي، وهو ما ” يقودنا إلى الاعتقاد بأن هناك معركة شرسة بين الفاعلين في النظام الحالي”، يقول بلعباس.

أما عن موقف الارسيدي من أزمة البرلمان، فيقول محسن بلعباس “لطالما دافعنا عن احترام قوانين الجمهورية، بمعنى الدستور واللوائح حتى لو كنا نتعامل مع القوانين التي لم نشارك في إعدادها”.

ويقول بلعباس إنه إذا كان هناك عدد من التهم الموجهة ضد بوحجة فإن النواب لديهم أداة يمكن اللجوء إليها إن أرادو العمل بشكل قانوني، وهي لجنة تحقيق برلمانية، حيث يتم الاستماع إلى كل الممثلين: رئيس المجلس الشعبي الوطني، ورؤساء المجموعات البرلمانية للأحزاب ذات الأغلبية ورؤساء اللجان، وإذا ثبتت هذه التهم ضد بوحجة فإنه يدفع باستقالته”.

لماذا لا يحل الرئيس بوتفليقة البرلمان

وفي رده عن أسباب تأخر الرئيس بوتفليقة في التدخل وإنهاء الأزمة، عن طريق حل البرلمان، فيقول رئيس الارسيدي إن رئيس الجمهورية ومنذ توليه السلطة في عام 1999 ، كان دائما يقول إن الجزائر دولة مستقرة، وبالنسبة له ، يعني الاستقرار تنظيم الانتخابات في المواعيد المحددة دستوريا، وقد رفض دومًا إجراء أي انتخابات خارج مواعيدها الرسمية، وهنا يضرب بلعباس مثالا عن “الانتخابات المحلية لعام 2002 ، طلبنا في ذلك الوقت، تأجيلها لمدة 6 أشهر، في أعقاب أحداث دامية في عام 2001، لكنه رفض بحجة أن الاستقرار هو أولا وقبل كل شيء احترام المواعيد “.

أما السبب الثاني، فإن حل البرلمان يعني إعطاء سبب للمعارضة التي تطلب انتقالاً ديمقراطياً لأن هناك أزمة كبيرة، وهو ما لا يمكنه أن يفعله، بحسب بلعباس.

أما السبب الثالث هو أن حل البرلمان يشبه إلى حد كبير بدايات الثورات العربية التي وقعت سنة 2011، وهي الطريقة التي لجأ إليها بن علي ومبارك، والقذافي والأسد.