search-form-close

الجزائر- مولود حمروش يُلمح لعدم ترشحه لرئاسيات أفريل 2019

  • facebook-logo twitter-logo

الجزائر- TSA عربي: لمح مولود حمروش، رئيس الحكومة الأسبق، ( 1989- 1991) إلى عدم نيته في الترشح لرئاسيات 18 أفريل المقبل، بخلاف التكهنات السياسية التي ذهبت إلى أن حمروش قد يكون بديلًا للنظام السياسي لخلافة الرئيس بوتفليقة، عقب خرجته الأخيرة التي تزامنت مع اقتراب الإستحقاقات القادمة.

ويعتقد “رجل الإصلاحات” كما يلقب، في حوار مطول أجراه مع صحيفة “الخبر”، في عددها الصادر اليوم الثلاثاء 22 جانفي، أن “الاستحقاقات الانتخابية والسياسية فقدت جل مضمونها وأثرها منذ مدة طويلة، وفقدت الغاية منها، ولا هي تعطي شرعية ولا تصادق على برنامج ولا تعطي للمنتخبين سلطة، بمن فيهم رئيس الجمهورية”، وفق تعبيره.

سوق موازية

حمروش أحدُ المنسحبين الـ6 من انتخابات 1999 التي توجت بوتفليقة رئيسًا للبلاد، يرى أن “المشكلة في الجزائر تتمثل في وجود سلطة لا تحكم لأن آليات عمل النظام كما هو قائم اليوم تمنع ممارسة الحكم، وإذا أثبتت السلطة في بعض الجوانب أنها تحكم، لا تحاسب ولا أحد فيها يتحمل المسؤولية..”.

وفي تحليلاته المقدمة حول النظام الجزائري، يذهب حمروش إلى التأكيد أن “الإشكالية تكمن في عدم بناء الدولة التي حملها المشروع الوطني، وعدم التأسيس لأدوات الحكم، وغياب الإثنين أفرز الضبابية التي يتحدث عنها الجميع، وهذا ما يترك الجزائريين في تيه”.

وأبرز المتحدث في السياق:” عندما تغيب الدولة، تغيب المؤسسات فتنعدم المراقبة والمحاسبة. والنتيجة النهائية هي غياب القانون. وهكذا أصبح الوضع كسوق موازية طغت على عمل الدولة وتغلبت عليها وطغت على الحكومة والاقتصاد والثقافة وكأن الجزائر تعيش خارج الإطار القانوني والمؤسساتي. وحتى الإطار المؤسس للأحزاب لم يعد يشتغل ولما ذكرت بهذه الأشياء لم يكن في نيتي الحكم على الأفراد ولكن أطرح السؤال :” هل داخل السلطة والأجهزة التي تتم مراقبة كل واحد فيها وهل يحاسب؟. كل واحد على نتائج عمله؟ لست أدرى، يتساءل صاحب الحوار.

بوتفليقة وقايد صالح والتوفيق

حمروش عاد للحديث في حواره مع صحيفة ” الخبر” عن رسالته التي وجهها عام 2014 (الانتخابات الرئاسية) لما أسماهم للباءات الثلاث وهم الرئيس بوتفليقة ورئيس أركان الجيش الفريق أحمد قايد صالح ومدير المخابرات محمد مدين المدعو الجنرال توفيق ( قبل إحالته على التقاعد).

” بالفعل ذكرت ثلاث شخصيات أسياسية قياسًا إلى مسارها الطويل داخل نظام الحكم، وكنت أعتقد أنهم يجرون تجربة الإخفاق الجزائري على مَر مراحلها، هم جزء من الإخفاق وأنا أيضًا” يقول رئيس الحكومة الأسبق.

وتابع ” توجهت إليهم على أساس أن هذه المرحلة لا بد أن تنتهي. أنا لم أدع أبدا إلى فترة إنتقالية بل لتحضير الظروف حتى تدخل الجزائر مسارا جديدًا. دعوتهم إلى الانسحاب وضربت حينها مثالا بـ ” الباءات الثلاثة (الأخضر بن طوبال، الحفيظ بوصوف، وكريم بلقاسم) الذين قدموا للمجلس الوطني للثورة الجزائرية عرضًا عن مهتهم بعد نهاية التفاوض في إيفيان”.

يسترسل حمروش ” هؤلاء قدروا بأن مهمتهم انتهت ولم يعد بإمكانهم إضافة أي شيء جديد للجزائر وقدروا أن من واجبهم تمكين الجزائر من فسحة جديدة لتنبثق دولة من وسط الدمار الذي خلفه الاستعمار” ، “البعض لم يستوعب العلاقة التي حاولت ربطها مع ” الباءات الثلاثة” الذين عايشوا فترة ما بعد الاستقلال وأعتقد أنهم يملكون مفاتيح لفهم معضلة الإخفاق، عندما أذكر بأننا أخفقنا، فأنا هنا الا أشفر الكلام ولا معانيه”.

الوضع حرج

وعبر رئيس الحكومة الأسبق عن مخاوفه من الوضع العام الذي تمر به البلاد قائلا : “في 2014 كان الوضع صعبًا لكن اليوم الوضع أكثر حرجًا، لأنه في 2014 كانت محاولة لتدراك تهالك النظام الأن نحن أمام أمر أخطر وهو تهالك الدولة ومقوماتها ..هناك إنطباع أن الجزائر يجري التعامل معها كنظام وليس كدولة وهذا يشكل خطرا علينا”.

هل الجزائر تتجسد في نظامها وأنها ليست دولة؟ يُجيب حمروش على سؤال الصحفي :” فيه شيء من الصحة، وهو ليس مبني على أوهام ولا إتهام وهو انطباع قائم وله دلالاته يبرز في التقارير الإعلامية. دولياً نتحدث عن العلاقة مع النظام في الجزائر وليس مع دولة الجزائر. للدولة خصائص في النظام الدولي من ضمنها أركان وقاعد وواجبات والتزامات هي مغيبة في الجزائر. وللأسف هذا الاختلال موجود في كامل المنطقة العربية التي تتعامل مع الغير بمفهوم أنظمة وليس دول. من وظائف الدولة الأساسية حماية المجتمع تحقيق الأمن وحماية كل أجنبي على ترابها”.

جماهيرية القذافي

ويعتقد المنسحب من رئاسيات 1999 أن وظائف الدولة الأساسية غائبة، بقوله ” .. نحن في عملية عنف وإرهاب منذ سنوات وأفعال تخضع لمنطق السوق الموازية وتعاملات خارج الأطر القانونية وحتى داخل المنظومة الرسمية يوجد تعامل غير رسمي، يوجد تعامل مواز. العلاقات غير القانونية مع بنك وطني هي علاقات خفية وهذا النوع من العلاقات مكمن الخطر”.

وسجل المتحدث أن ” التوظيف الإعلامي فيما يخص الجزائر يوحي أنها نظام وليست دولة والجزائريون يتعاملون مع الخارج كأنهم نظام وليس دولة، هذا أمر خطير ولا أريد أن أصدق أن النخب الوطنية عندنا تريد بناء جماهيرية على طريقة القذافي.. وهنا أقصد النخب الحاكمة بالدرجة الأولى وبقية النخب أيضا”.

لماذا “يتجنب” حمروش مخاطبة الجزائريين؟

حمروش تطرق في حواره مع الخبر إلى نقطة تثير الكثير من الجدل بخصوص عزوف حمروش عن مخاطبة الشعب الجزائري والتوجه في كل مرة إلى صناع القرار، فكانت إجابته أن ” الجزائري مهتم بقوة بكل ما يهم مصيره، على عكس ما يشاع عليه، وأنا أتوجه عادة للنخب الوطنية وليس النخب المحلية، سواء في الحكم أو خارجه ..من مسؤولياتها أن تفهم المعضلة وتعقيداتها لتبحث عن الحلول.

ويعترف رئيس الحكومة الأسبق بهذا الخصوص:” يعاب علي فعلًا أنني لا أخاطب الشعب مباشرة، ورأيي أن الجزائريين بحاجة إلى الحرية والكرامة والأمن والشغل، تنوب عنهم النخب في المطالبة بهذه الاحتياجات وتوفير الحلول” مشددًا:” النخب الواعية هي من تكسب المعارك بينما النخب الفاشلة تبحث عن مكان لها في الظل في سياقات العولمة وهي بذلك استقالت من مهمتها”.