search-form-close

الجزائر-ناصر جابي: رئاسيات ديسمبر ستكون بدون حملة انتخابية ولا مقترعين

  • facebook-logo twitter-logo

الجزائر-tsa عربي: يعتقد الأستاذ في علم الاجتماع السياسي، ناصر جابي، أن الانتخابات الرئاسية المقرّرة يوم 12 ديسمبر المقبل “تختلف عما سبقها من انتخابات رئاسية عرفتها الجزائر، ومتشابهة معها في بعض المظاهر”.

وأوضح جابي في تصريح لـ”tsa”، أن “الجزائر عرفت انتخابات من دون مرشحين كما حصل في جويلية الماضي، وهذه المرة يمكن أن نكون أمام انتخابات من دون مقترعين يمكن أن يشاركوا فيها”.

ووفق تعبيره فإن “النظام السياسي قد تعود على تزوير نتائج الانتخابات بما فيها نسب المشاركة إلا أن هذه المرة الأمور مختلفة نتيجة التجنيد الشعبي ضد هذه الانتخابات التي يقاطعها جزء كبير جدًا من المواطنين” .

وتوقع ناصر جابي، صعوبة تنظيم الحملة الانتخابية في مثل هذه الظروف، مشيرا إلى أن “تركيز المترشحين الخمسة، سيكون على بلاتوهات التلفزيونات والقاعات المغلقة ووسائط التواصل الاجتماعي رغم أنني أشك في ذلك نتيجة لعدم قدرة المرشحين ومن معهم على القيام بذلك “.

وتابع “الخلاصة أننا سنكون أمام انتخابات –إن تمت فعلًا-من دون حملة انتخابية ولا نقاش اجتماعي وسياسيي، انتخابات تزيد من صعوبات الوضع السياسي في الجزائر ستشبه ما عرفته بعض الدول الافريقية في السنوات الأخيرة. تكون فيها الانتخابات بداية أزمة سياسية وليس حلا لها “، يردف جابي.

استمرار الحراك

بالمقابل يرى ناصر جابي أنه “لا خيار أمام الحراك إلا الاستمرار بنفس القوة والشكل بطابعه الشعبي، الوطني والسلمي الذي حافظ عليه حتى الأن بعد تسعة أشهر من انطلاقه”، منبهًا إلى أن “الحراك هي فرصة كبيرة للجزائر والجزائريين لبناء دولتهم الوطنية الجديدة التي حلمت بها أجيال كثيرة منذ الحركة الوطنية “.

لكن في الجهة الموازية يرى نفس المتحدث أنخ “لا بد من التفكير في تنويع أساليب تعبير الحراك عن حضوره التي أعتقد أنها ستظهر بمناسبة محطة الانتخابات الرئاسية التي ترفضها أغلبية الشعب الجزائري ليس لأن الحراك ضد الانتخابات كمبدأ بل لان الجزائريين يؤمنون بأن هذا النوع من الانتخابات بالشروط التي تعرفها لن تكون حلا بل ستزيد من أزمة البلد”، ليضيف “الحراك الشعبي عليه بالصمود والاستمرار في نفس المطالب لأنه لا توحد خيارات أخرى أمام الجزائريين لأن مستقبل البلد يتطلب ذلك” .

مبادرة إنقاذ الصحافة

في معرض حديثه، علق الأستاذ في علم الاجتماع السياسي عن مبادرة “إنقاذ الصحافة الجزائرية” التي أطلقتها مجموعة من الصحفيين للتنديد بالرقابة المفروضة على الإعلام، قائلا “النظام السياسي الجزائري اعتمد دائما على ترويض الاعلام واستعماله للترويح لسياساته مهما كانت”.

ليردف في السياق “لا يمكن تصور استمرار النظام كما هو دون قمع حرية التعبير، النظام يعرف أنه سيضطرب ويزول لو سمح بحرية التعبير وحرية الاعلام. سياسة لم تعد مجدية في زمن الانترنت والفيسبوك وتويتر، التي اعتاد عليها الجزائريون بعد أن تحسن مستواهم التعليمي ولم يعودوا يعولون على وسائل التواصل التقليدي كالتلفزيون”.

ودعا جابي “الحراك والمواطنين بصفة عامة لمساندة هذه المبادرات التي يقوم بها رجال ونساء الاعلام الوطني من أجل تحررهم” موضحا “هي قضية وطنية من الدرجة الأولى حتى لا يبقى الرأي العام الوطني تحت سيطرة الاعلام الأجنبي لأن الجزائر مثل بقية الشعوب في حاجة إلى إعلام يعبر عنها، لأنه لا يمكن تصور حوار سياسي وبناء مؤسسات سياسية وطنية شرعية من دون دور للإعلام “.