search-form-close

الجمعة الرابعة: الجزائريون يتمسكون بالسلمية ويرفضون التمديد

  • facebook-logo twitter-logo

الجزائر ـ TSAعربي: “ما تزيدش دقيقة يا بوتفليقة”،.. شعار لخّص بقوة رد ملايين الجزائريين أمس الجمعة 15 مارس، على رسالة انسحاب بوتفليقة من الرئاسيات يوم 11 مارس الفارط وما تضمنته من قرارات تأجيل الانتخابات وتمديد العهدة الرابعة إلى أجل غير مسمى .. وبصوت واحد موحّد صرخ المحتجّون في “جمعة الغضب الهادئ” عبر كل ولايات الوطن “الشعب لا يريد التمديد”.

“سلمية سلمية ” مبدأ الحراك

صور و مشاهد الحراك الرابع للجزائريين ضد النظام، لم تقبل القسمة على اثنين أمس الجمعة، فالشعب كله لحمة واحدة من شرق البلاد إلى غربيها و من شمالها إلى جنوبها، بصوت واحد مدوي في وجه سلطة أصبحت لا تملك من الحلول شيئا سوى الانصياع لصوت الشعب، و الرضوخ لإرادته المطالبة برحيل النظام و بالانتقال سلمي وسلس للحكم، بل و راح الشعب يعطي لأصحاب القرار في الدولة من هؤلاء الذين كانوا يتفنّنون في خطابات التخويف و الترهيب درسا في السلمة والوعي السياسي غير المسبوق في العالم، فعبارة “سلمية، سلمية” التي كانت المبدأ الأول للحراك، و لم تكن مجرد شعار مرفوع و إنما سلوك عزّز قوة المظاهرات التي افشلت كل محاولات اختراقها أو الانزلاق بها إلى العنف. ليؤكد الشعب شعارا آخر بأن “الجزائر ليست سوريا ” و بأن ما بدأ بالورود و الزغاريد سينتهي كذلك.. سلمية المسيرات التي احرجت السلطة بسلوكها ورقيها وشرعية مطالبها، غيرت وجه المظاهرات التي صارت مرادفا للاحتفال والفرح والتفاؤل لدى الجزائريين المتمسكين بمطالب التغيير خارج إطار التمديد بعيدا عن العنف أو المغامرة بأمن الدولة.

الشعب يرفض التمديد

سياسيا لا يختلف المتابع لحراك الشارع الجزائري منذ جمعته الأولى يوم 22 فيفري، والى غاية رابع جمعة يوم 15 مارس، نضج مطالب الجزائريين التي تحملها أصواتهم وشعاراتهم، فبعدما كانت رفعوا مطلب اسقاط الخامسة، راح الحراك يتجاوز خطابات الطبقة السياسية من معارضة وشخصيات وطنية، ليرفع شعار “تغيير النظام” و “رحيل العصابة الفساد” و “رفض تمديد العهدة الرابعة لبوتفليقة “.

وفيما ظهر صوت السلطة من خلال رسالة بوتفليقة وممثليه الذين راحوا لمدة أسبوع كامل يسوقون لمحاولة تمديد بقاءه، مرتبكا مناورا متخبطا، ظهر صوت الشعب واضحا قويا مباشرا لا يقبل المساومة أو التأجيل “ترحلون يعني ترحلون”، ليتأكد لسلطة بأن محاولات الالتفاف حول مطالب الشعب مستحيلة.

“ماكرون” و “ترامب ” في قلب الاحتجاجات

الشارع الجزائري لم يفوت أيضا مهمة الرد على الخارج، وكل الأصوات التي تحاول التدخل في الشأن الداخلي للبلاد، وعبر شعارات ومجسمات ساخرة رفع عشرات الجزائريين لافتات تدين تدخل الرئيسين الفرنسي “امانويل ماكرون” والأمريكي “رونالد ترامب” في الشؤون الجزائريين. ورغم ما حلتهم تلك الشعارات من لمسة تهكمية إلاّ انها اكدت شدة وعي شعب مصر على اخذ سيادته بيده بعديا عن أية مزايدات خارجية .