search-form-close

المهاجرون الأفارقة : اتهامات متواصلة للجزائر يقابلها رفض تام لمراكز الاحتجاز

  • facebook-logo twitter-logo

الجزائر – TSA عربي : بات يشكل تدفق المهاجرين غير الشرعيين الافارقة على الجزائر، معظلة حقيقية للسلطات الجزائرية التي تجد نفسها بين خيارين أحلاهما مر، فبين القبول بتدفق الآلاف يوميا وتحول أزقة وشوارع الجزائر الى ملجئ لهؤلاء الافرقة من دول مختلفة، أو ترحيلهم وبالتالي مواجهة حملة انتقادات واسعة.

وإلى وقت قريب كانت الجزائر محطة عبور لمئات المهاجرين الافارقة لا سيما من دول نيجيريا والكاميرون والسينيغال وغيرها، وعادة ما يفضل هؤلاء المهاجرون المكوث لوقت قصير قبل المغادرة نحو اوربا، أما في السنوات الأخيرة فقد تحولت الجزائر إلى محطة مكوث لآلاف المهاجرين من دول مجاورة لا سيما من مالي والنيجر.

ومنذ فترة أصبحت الجزائر محطة أنظار مختلف الهيات غير الحكومية المهتمة بملف المهاجرين، وأيضا من طرف الأمم المتحدة، في وقت أكد فيه وزير الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية نور الدين بدوي، الأحد، أن الجزائر التي “دأبت على التصدي لظاهرة الهجرة غير الشرعية، تواجه حملة من الانتقادات التي لا أساس لها من الصحة”.

وقال بدوي إن “الجزائر التي دأبت على التصدي لظاهرة الهجرة غير الشرعية وتوخي المخاطر المنجرة عنها, تجد نفسها اليوم تواجه حملة من الانتقادات غير البناءة والتي لا أساس لها من الصحة”, مؤكدا أن الجزائر “لطالما وقفت إلى جانب المهاجرين الأفارقة ولم تدخر أي جهد لاسيما على المستوى الإنساني لتقديم يد العون لهم”.

انتقادات واتهامات متواصلة

وفي الوق الذي كان يجتمع فيه بدوي بمسؤولين من النيجر في أشغال الدورة ال 6 للجنة الثنائية الحدودية الجزائرية-النيجيرية، كانت الجزائر تتعرض لانتقادات واتهامات من مسؤولين محليين من النيجر تناقلتها العديد من وسائل الإعلام.

فقد ذكر مسؤول بلدي في مدينة أغاديز المحاذية للجزائر أنهم أنقذوا 580 مهاجرا طردتهم الجزائر عبر الحدود الصحراوية وإنهم في “ظروف مزرية”، وذكر أن “دفعة أولى تضم أكثر من 180 نيجريا وصلت قبل ثلاثة أيام إلى أغاديز، أعقبتها دفعة أخرى تضم 400 أجنبي على الأقل”.

وأشار المسؤول المحلي إلى “ظروف مزرية تم التخلي فيها” عن المهاجرين قرب الحدود مع النيجر. وأضاف “وفق شهاداتهم، تم اقتيادهم إلى مقربة من الحدود وتركوا مع كمية ضئيلة من المياه والغذاء” ثم ساروا حوالي خمسين كيلومترا قبل إنقاذهم”، لافتا إلى أن بينهم “أطفالا وعددا كبيرا من النساء وصل بعضهم مرضى”.

والغريب في الأمر أن ترحيل الجزائريين للمهاجرين النيجريين جاء بعد اتفاق مع الحكومة النيجرية وبطلب منها، مما يثير التساؤلات عن أسباب الحملة التي تستهدف الجزائر.

رفض لإنشاء مراكز احتجاز

واللافت في ملف المهاجرين غير الشرعيين، أن موجة الاتهامات والانتقادات للجزائر زادت حدتها منذ رفضها قبول فتح مراكز احتجاز لهؤلاء المهاجرين.

وقد أكد وزير الداخلية نور الدين بدوي، الأحد، أن الجزائر لن تقبل بفتح مراكز للمهاجرين غير الشرعيين، وأوضح أن الجزائر عبرت عن رفضها لفتح مراكز للمهاجرين الشرعيين على ترابها و “أعتقد أننا كنا واضحين كفاية”.

و أشار الوزير إلى أن موقف الجزائر “معروف إذ سبق لوزير الشؤون الخارجية التعبير عنه” مؤكدا أن موقف الحكومة “واضح” بشأن مسألة الهجرة.

و أضاف بدوي “نُسخر الكثير من الوسائل و نتخذ العديد من الاجراءات ضمن إطار انساني مطابق للقيم العالمية و الدولية”.

وكان وزير الشؤون الخارجية, عبد القادر مساهل قد أكد في حوار مع راديو “آر.أف.إي” في جوان المنصرم بشأن أزمة الهجرة أنه “من المستبعد أن تفتح الجزائر أية منطقة احتجاز” موضحا في ذات الصدد أن الجزائر تواجهها نفس المشاكل التي تشهدها القارة الأوروبية.

و كان رئيس الدبلوماسية الجزائرية قد أوضح أنه “من المستبعد أن تفتح الجزائر أية منطقة احتجاز حيث تواجهنا نفس المشاكل, كما أننا نقوم بعمليات ترحيل لكننا نقوم بذلك وفقا للترتيبات المتفق عليها مع الدول المجاورة”, مشيرا إلى أنه حينما يتعلق الأمر بالهجرة غير الشرعية “علينا استيعاب الأمور بشكل جيد”.