search-form-close

بورقعة يوجه رسالة للجزائريين من داخل السجن و ينفي إهانة الجيش

  • facebook-logo twitter-logo

الجزائر- TSA عربي: وجّه المجاهد لخضر بورقعة (86 عامًا)، رسالة إلى الشعب الجزائري من داخل سجن الحراش بالعاصمة، يوضح فيها تصريحاته حول المؤسسة العسكرية، التي قادته إلى الاعتقال، منذ 30 جوان الماضي بتهمة إهانة هيئة نظامية والمساس بمعنويات الجيش أثناء السلم.

وقال بورقعة في فحوى الرسالة، التي إطلعت “tsa عربي” على نسخة منها، إن تصريحاته عن “تأسيس جيش الدولة الجزائرية المستقلة، هي عبارة عن شهادة تاريخية مسجلة في مذكراتي المنشورة قبل عدة عشريات ولا تعني أبدًا الجيل الثالث من أبناء الاستقلال الذين تتشكل منه الأغلبية الساحقة من أفراد الجيش الشعبي حاليًا”.

وأشار “لم تكن نيتي الإساءة لمؤسسة الجيش الوطني الشعبي كهيئة نظامية تؤدي مهامها وصلاحياتها الدستورية، فلم يكن قصدي سوى التنبيه والتحذير من الوقوع في نفس أخطاء الماضي”.

وعاد بورقعة للحديث عن علاقته بالمؤسسة العكسرية، “أذكر أنني كرمت من طرف المؤسسة العسكرية ثلاث مرات، مرتان من قيادة الأكاديمية متعددة الأسلحة بشرشال ومرة من قيادة الناحية العسكرية الأولى، ومازلت أحتفظ بالصور والأوسمة ببيتي في الوسط العائلي”.

وتابع المجاهد عن الولاية التاريخية الثانية “لقد زاد افتخاري بهذا التكريم عندما انحازت هذه المؤسسة إلى مطالب الحراك الشعبي السلمي فاستحقت عن جدارة تسميتها بالجيش الوطني الشعبي وتحقق شعار “جيش شعب خاوة خاوة”.

“هذا الشعار الذي شاركت في وضعه وترديده مع فعاليات الحراك الشعبي كما حرصت في كل مناسبة على نصح الشباب وكافة فعالية الحراك بتجنب الصدام مع المؤسسة العسكرية وإسلاك الأمن الأخرى لقناعتي أن هذه المؤسسات هي الحامية للدولة والوحدة الوطنية استخلاصا مما وقع في عدة دول معروفة” يردف لخضر بورقعة.

مساندة الحراك

وقال صاحب الرسالة التي حملت توقيع محامي هيئة دفاعه وهما بوسنان فاتح ونجيب بيطام “رافقت إخوتي وأبنائي من الشعب الجزائري في حراكهم وساندتهم في مطالبهم المشروعة ودعوت دومًا إلى التمسك بالسلمية الكاملة، كما أنني رفضت دعوات مسؤولين سياسيين على رأس هرم السلطة في الجزائر لا لشيء سوى لأن الشعب يرفضهم كأشخاص”.

إلى ذلك، أثنى بورقعة عن الحراك الشعبي، معتبرا إياه “إنجاز تاريخي جديد للشعب الجزائري” منبها إلى أن “تأييده والاستجابة لمطالبه عمل وطني لا يتخلف عنه إلا من لا يحترم هذا الشعب الذي أثار إعجاب وتقدير واحترام العالم من جهة وحراك آلة الكيد والتآمر لدى خصومه وأعدائه بالداخل والخارج من جهة أخرى”.

ودون أن يذكرها بالاسم، أشار بورقعة في رسالته إلى “دول خائفة من تصدير هذا الحراك بصورته السلمية خارج الحدود وهي من تحاول خلط الأوراق لإفساد أهدافه لاسيما تلك الأطراف التي تكن للجزائر عداء تقليدا وعلى الصعيد الداخلي فالأطراف الغارقة في الفساد تحاول بكل جهدها وبأساليبها الخسيسة تحطيم اللحمة الوطنية حتى يتسنى لها النجاة.”

وعبر عمي لخضر كما يلقبه عامة الجزائريون، عن رفضه إتهام منطقة من الجزائر بالعمالة لافتا في السياق “في هذا الباب بالذات فموقفي هذا تعبير عن رفضي إتهام أي منطقة بالعمالة وخاصة إذا كانت هي عضو أساسي في الجسم الجزائري شرفته بتاريخها ورجالها الأشاوس ولمن لا يعرف فليراجع مقولة الشهيد مصطفى بن بولعيد لمصالي الحاج والشاد يوجد في كل منطقة ولا يقاس عليه”.

وختم المجاهد بورقعة رسالته بتوجيه تحية إلى الذين “تضامنوا مع قضيتي وفهموا قصدي” مشيرا “أرجوا أن يرفع اللبس لدى الذين جانبوا حقيقة قصدي”.

ودعا الجزائريين إلى التحلي بـ”اليقظة العالية والمحافظة على السلمية في التعبير عن المطالب وتجنب الاستفزازات والصدام وجعل المحافظة على الوطن أولوية ورفض التدخل الأجنبي في الشؤون الداخلية تحت أي ذريعة”.

وعُرف لخضر بورقعة بمعارضته الشرسة للنظام منذ عقود، وأثارت تصريحاته الجريئة في الحراك الشعبي، زوبعة سياسية، وصلت إلى حد الطعن بتاريخه النضالي، واتهامه بإثارة نعرات لخدمة أجندة المعارضين.