search-form-close

ترشح بوتفليقة، استقالتها، السعيد بوحجة.. إيغيل أحريز في حوار مع ” TSA عربي”

  • facebook-logo twitter-logo

الجزائر – tsa عربي: تُؤكد المجاهدة المستقيلة من منصب سيناتور في مجلس الأمة (الغرفة العليا للبرلمان) “لويزة إغيل أحريز”، أن الرئيس بوتفليقة كان واضحًا في خطابه الشهير الذي ألقاه بولاية سطيف شهر ماي 2012، عندما قال “جيلنا طاب جنانو وعاش من عرف قدره”، داعية الأشخاص الذين يتحدثون باسمه إلى استخلاص الرسالة والتوقف عن أفعالهم.

وتحذر أحريز وهي رمز من رموز الثورة التحريرية، في حوار مع”TSA عربي”، من خطورة ضبابية المشهد السياسي الذي تمر به البلاد وعدم وضوح الرؤية حول رئاسيات 2019، وهو ما أضر بصورة الجزائر على المستويين الداخلي والخارجي، ورهن مستقبل الأجيال القادمة، على حد تعبيرها.

صنعت استقالتك من مجلس الأمة ورفضك للعهدة الخامسة جدلاً واسعًا، هل تعتقدين أن الرئيس سيترشح؟

حقيقة لا يمكنني الجزم بأن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة سيترشح لعهدة جديدة في رئاسيات 2019، فصوته مغيب لحد الساعة ولم يدلي بموقفه بعد، لكن ما يغضبني هو سماعي لأشخاص يتحدثون باسم الرئيس بوتفليقة في كل مناسبة ومن دونها بشكل مبالغ فيه. هم لا يخجلون في القول إن هذا الأمر أو ذاك تم بتعليمات منه، من هؤلاء حتى يتحدثوا باسمه؟.

ما يهمني أنني قدمت استقالتي كعضو مجلس الأمة معينة في الثلث الرئاسي، إلى عبد القادر بن صالح رئيس مجلس الأمة، أمس 20 أكتوبر 2018 وهو موقف أعبر من خلاله عن رفضي للعهدة الخامسة.

هل نفهم من كلامك أن الرئيس لا يرغب في الاستمرار وهناك من يجبره على ذلك أم ماذا؟

أنا أعرف الرئيس عبد العزيز بوتفليقة منذ سنوات، وأؤكد أن بعض القرارات المتخذة في الآونة الأخيرة تتم دون علمه، كما أن هناك جماعة تتحدث باسمه وتسيير البلاد.

الرئيس كان واضحًا كل الوضوح عندما ألقى خطابه عام 2012 في ولاية سطيف، تزامنا مع مجازر 8 ماي 1945، حيث قالها صراحة أمام الجميع ” جيلنا طاب جنانو”، والمقصود من كلامه منح الجيل الجديد فرصة تسيير البلاد عبر تسليمه المشعل. يتعين على الذين يتحدثون باسم الرئيس العمل في هذا السياق.

هناك من يصف إستقالتك بالمتأخرة كيف تردين؟

ليست متأخرة على الإطلاق، المواقف ليست مرتبطة بالآجال. قضيت سنتين في مجلس الأمة، ولا يزال أمامي 4 سنوات لاستكمال عهدتي، لكنني قررت ترك كل شيء والعودة إلى منزلي بعيدًا عن كل القرارات التي تُتخذ.

لا تعتقدوا أنني كنت راضية على ما يقع طيلة السنوات الماضية، لكنني قررت التريث قبل الكشف عن موقفي النهائي. فكرت طويلاً وكنت أبحث عن مكمن الخلل حتى لا يكون قراري عشوائي.

أنا امرأة لها مبادئها التي لا تحيد عنها ولديها وزنها في المجتمع وبالتالي قراري يجب أن يُراعي كل هذه الأمور. نحن جيل قدّم ما عليه وفعل المستحيل لتحرير البلاد من الاستعمار الفرنسي، واليوم جاء الدور على الجيل الجديد لتطوير وازدهار البلد.

هل حاولت المجاهدة إيغيل أحريز، لقاء الرئيس بوتفليقة في الفترة الأخيرة؟

لم أحاول لأنني أعرف أنهم سيرفضون أن أقترب منه أو أن أذكره، لكن ما يمكنني تأكيده مرة أخرى هو ملاحظتي لأمور كثيرة حدثت في الآونة الأخيرة ليس لبوتفليقة دخل فيها، وإنما المجموعة التي تسير البلاد وتتكلم باسمه.

هذا الأمر يحزنني كثيرًا، لأنني أعرف الرئيس بوتفليقة جيدًا.

يتعرض زميلك في النضال السعيد بوحجة إلى عملية خلع من طرف نواب الموالاة، ما تعلقيك؟

كيف يتجرأ “نواب الـ 10 بالمائة” على خرق الدستور والقوانين بهذه الطريقة التي جعلت العالم بأسره يضحك على الجزائر. السعيد بوحجة مجاهد معروف لم يسرق ولم يكذب حتى يترك منصبه لهؤلاء الأشخاص الذين يتصرفون كأبناء شوارع وليس منتخبين.

أنصح بوحجة بالصمود والتمسك بمنصبه وعدم الرضوخ لمطلب الاستقالة. على النواب أن يتحملوا مسؤولياتهم الكاملة. لماذا ينتخبون على بوحجة ثم ينقلبون عليه؟. ليس بهذه الطريقة تُدار الأمور. يجب احترام القوانين والمؤسسة التشريعية.

تسعى السلطات الفرنسية لفتح حوار مع الجزائر لتمكين أبناء الحركى من العودة، ما هو موقفك؟

قلتها مرارًا وتكرارًا، الحركى لم يغادروا الجزائر يومًا منذ عام 1962 وهم يعيشون معنا ودرسوا في مؤسساتنا التعليمة، كما أن بعضهم وصل إلى مناصب المسؤولية دون أن يعارضهم أحد.

كما أن هؤلاء عددهم كبير جدا، ويتواصلون بصفة رسمية مع الحركى في فرنسا. هم يتحفظون على هاته التسمية، لكنهم كذلك لأنهم اختاروا الوقوف في صف فرنسا الاستعمارية وعليهم تحمل مسؤولياتهم الكاملة.

أنا أرفض رفضًا تامًا عودة الحركى إلى الجزائر المستقلة، بالرغم من تقدم سني لكنني سأقف ضد هذا المطلب ما دمت حية، وسأفعل المستحيل… سأصرخ سأدعو الناس للتجمع في الشارع كما سأعمل على توعية المجتمع.

على أبناءالشهداء أن لا يقبلوا بعودة الحركى إلى الجزائر لأنهم قتلوا أباءهم وأجدادهم، ومن هذا المنبر أخاطبهم ” ما كان عليكم أن تغيروا جلدكم.. ومازال في الجزائر رجال لن يسمحوا بعودتكم”.

هل سنصل إلى يوم تعترف فيه فرنسا عن جرائمها الاستعمارية ؟

لا مفر من الاعتراف. فرنسا عليها أن تبيع أرضها ثلاث أو أربع مرات حتى تستطيع تعويض الشعب الجزائري عن الجرائم المرتكبة في حقنا. فرنسا منذ عام 1830 وهي تسرق وتنهب ثرواتنا إلى غاية 1962.

كان حلمي أن تعترف فرنسا بجرائمها وأنا على قيد الحياة. رسالتي التي أوجهها للجيل الجديد الذي أكن له كل الاحترام والتقدير” لا تتركوا بلادكم تسقط”.