search-form-close

رسالة اللواء غديري للجزائريين بعد ترشحه للرئاسيات

  • facebook-logo twitter-logo

الجزائر- tsa عربي: توجه اللواء المتقاعد علي غديري، برسالة للشعب الجزائري، يُعلن فيها ترشحه الرسمي لرئاسيات أفريل المقبل، ويشرح أسباب رغبته في خوض غمار هذا الاستحقاق الانتخابي، ليكون بذلك أول شخصية تعلن عن ترشحها مباشرة عقب استدعاء الهيئة الناخبة.

وسجل غديري في رسالته التي تحوز ” tsa عربي” على نسخة منها أن :” الجزائر تمر بمرحلة هامة من تاريخها، والتي تتميز بفقدان الأمل، خاصة لدى الشباب، إضافة إلى انهيار الدولة والمؤسسات. والنتيجة مرة” وفق تعبيره.

المرشح لرئاسيات أفريل 2019، عبر عن رؤيته للوضع العام في البلاد، فيقول ” دولة غاب فيها احترام القانون، وشيخوخة العنصر البشري، والظلم الاجتماعي، والنظام الريعي، والمحسوبية والرشوة التي تضرب المجتمع في العمق”.

وذهب أبعد من ذلك ” إذا كان انعدام الأمن يهدد الجزائريين يوميا، فإن استهلاك المخدرات القوية يضاعف اللاأمن. كما أن التحكم يحول دون بناء الديمقراطية. وإن العشائرية والنهب حول النظام السياسي إلى أولغارشية بأتم معنى الكلمة”.

ليستدرك قائلا:” إن الاستسلام أمام هذا الوضع الذي يهدد الانسجام الوطني ليس حتمية. ولهذا قررت رفع هذا التحدي بالإعلان عن ترشحي للانتخابات الرئاسية لأفريل 2019″.

التحدي كبير

ووصف اللواء المتقاعد ترشحه للرئاسيات المقبلة بـ” التحدي الكبير”، داعيًا الجزائريين للإلتفاف حوله، من خلال تأكيده ” لا يمكن أن يتحقق (التحدي) بدون مساندة ومشاركة الشعب، وذلك من أجل ” إعادة النظر، بدون طابوهات، في النظام السائد، والأخذ بعين الاعتبار الظروف العويصة التي قد تحمل مخاطر على الأمة”.

صاحب الرسالة، أوضح أن ” هذا التحدي لا يمكن أن يتجسد إلا في إطار مشروع اجتماعي مبدع متبلور حول هدف واضح وهو القطيعة دون تنكر”.

وفي تعريفه لهذا المصطلح، يشير غديري ” لا شك أن القطيعة مصطلح قوي قد يقلق على حد سواء الأقلية التي تسعى لاستمرار النظام القائم – أو ما تبقى منه – لضمان الاستفادة غير الشرعية، كما قد يقلق الأغلبية الساحقة التي وإن كانت تدعو إلى التغيير فهي غير مطمئنة لعواقبه”.

وهنا يخاطب الأغلبية الساحقة قائلا ” أقول لها بأن ما يجب أن يخيفنا فعلًا هو تلك الآفات وليدة هذا النظام والتي تدفع بأبنائنا إلى هجرة وطنهم، وتمنع شعبنا من العيش في طمأنينة ورفاهية، ومن التمتع الكامل بخيرات البلاد التي يمكن للدولة أن توفرها للجميع وبكيفية عادلة”.

القطيعة ليست شعار

في المقابل، أكد المترشح لرئاسيات 2019 أن “القطيعة تفرض نفسها على الجميع كمسألة وجودية للأمة قصد تجديد العهد مع مفجري ثورة نوفمبر 1954 لإنقاذ الجزائر التي ضحوا من أجلها بالنفس والنفيس، ومن أجل المضي قدما”.

“إن القطيعة التي أنادي بها ليست مجرد شعار لصدم العقول ولكنها كمنهج لحل ناجح ضد كل الآفات التي تهدد مجتمعنا وأمتنا والنظام الجمهوري. وسنحدث هذه القطيعة دون أي تنكر لقيم نوفمبر التي نغير عليها كل الغيرة” يردف المتحدث.

إلى ذلك، وعد غديري ببناء الجمهورية الثانية فيقول ” هذه القيم التي بلورت الأمة الجزائرية ووضعت أسس الدولة الناشئة وأعطت معنى للوطنية. وستكون أساسا للجمهورية الثانية التي نراهن على تشييدها لتكون الجزائر منسجمة مع طموحاتنا لها”.

من هو غديري ؟

غديري قدم نفسه في رسالته للشعب الجزائري على أنه” لواء متقاعد منذ 2015 وبطلب منه”، مشيرا ” كنت دائمًا حريصًا على أن يكون مساري المهني على أساس قناعات عميقة متجذرة ونابعة من الأفكار التي كانت تسود الوسط الوطني والعمالي الذي ترعرعت فيه طفلًا وشابًا”.

وبينما عاد اللواء المتقاعد ليسرد مسيرته المهنية في المؤسسة العسكرية ” هذه القناعات التي لم توجه اختياراتي الأساسية فحسب، بل سمحت لي في صفوف الجيش الوطني الشعبي الذي خدمته مدة 42 سنة بوجود الأرضية التي أرست في أعماقي حب الوطن وحس الواجب نحو الأمة”.

أضاف أن ” اليوم أعيش، والحمد لله، بمنحة التقاعد، وأجد كل الاعتزاز والرضى في أنني أؤمن بها كل حاجياتي وحاجيات عائلتي، كما كنت بالأمس أؤمنها براتبي الشهري”.

العسكري المتقاعد أفصح عن الخطوط العريضة لبرنامجه الانتخابي ” إن هذه الجمهورية الجديدة التي هي لب مشروعنا السياسي، ستبنى على قواعد ديمقراطية حقيقية، وعلى إعادة تصميم مؤسساتي شامل في قالب مشروع مجتمع عصري، يساهم الشعب في إنجازه وبلورة فلسفته. إن هذا المشروع لا يمكن إنجازه إلا بتلاحم الشعب مع النخبة”.

وإختتم علي غديري، رسالته إلى الشعب الجزائريين بالتأكيد أن ” الستة الخالدون ” قد أناروا لنا الطريق بدمائهم .لقد حلموا بجزائر مستقلة. فكان الاستقلال. ونسعى نحن لبناء جزائر ديمقراطية حقا، شامخة، مزدهرة، عصرية، تضمن الحريات وحقوق الإنسان والكرامة والأمن والعدالة الاجتماعية لكل الجزائريين دون أي تمييز، وهذا ليس صعبا على شعبنا. وهذا هو رهاننا”، يضيف موقع الرسالة.