لعيد بن عمر*
مساهمة: لقد أصبح من الواضح، اليوم، أن شبابنا يحتاج إلى مشروع مجتمع، وهو ما يوجب علينا تكثيف الجهود وتجميع الطاقات من أجل إرساء آليات الإصلاح الضرورية من أجل تحقيق التغيير المنشود.
إنّ ما يميّز الشّعوب الواعية، أنها تقف أمام التحديات عندما تحتكم إلى الخطاب الصادق.
وها هو الشباب الجزائري قد أثبت، اليوم، إمكانياته الهائلة من خلال المبادرات المقترحة والطرح الواعي للوضع الراهن والذكاء العالي في التحكم فيه.
يجب أن تُوَظَفَ هذه الطاقات الهائلة كوقود للإصلاحات القادمة.
لقد عاشت، أكبر دول العالم، قبلنا ما نعيشه اليوم .. فرنسا، إنجلترا، أمريكا، كوريا الجنوبية، اليابان، ألمانيا، إيطاليا، إسبانيا، وحتى بلدان أوروبا الشرقية. هذه الشعوب، لم يراودها الشك لحظة في ما ستصل إليه بعد الانتفاضة، بل تكاتفت كلها لصياغة دستورها وبيان حقوق الانسان والمواطن وكذا بيان الاستقلال ومشروع المجتمع الجديد، الذي حدد معالم المستقبل، كل هذه الدول هي الآن في مصاف القوى الكبرى.
لا مكان للشك والارتياب.. إذا نحن كسبنا الثقة في أنفسنا، فإن باقي العالم سيثق فينا وسيؤمن بمشروعنا.
إن التغيير ليس مستحيلا ولا صعب المنال، بل هو في متناول أيدينا لأننا مسلحون بالإرادة والعزيمة.
هنا في الجزائر، مئات الآلاف من الكفاءات القادرة على إصلاح البلاد، وكافة الوسائل والهياكل والإمكانيات متاحة – حتى وإن كانت مبعثرة – ويمكننا استغلالها لوضع الأسس الضرورية للتجديد و التوجه نحو الأفضل.
نحن لا ننطلق من العدم.. لدينا الموارد والطاقات البشرية والمؤسسات التي ستساهم فعلا في خدمة تحقيق هذا التوجه الجديد. لأن التغيير لا يعني إقصاء 20 مليون جزائري.
إن التغيير هو توظيف كل طاقة من شأنها أن تُسهم في تغيير التصرفات وتجديد نظرتنا إلى العالم، ينبغي علينا إذن، العمل معا، وليس بمنطق “هؤلاء ضد هؤلاء”.
إن لجزائر عازمة على التطور وفق قواعد صحيحة وهي – بتوفيق من الله وعونه- قادرة على ذلك بفضل آليات الرقابة الديمقراطية والمزيد من الحريات الفردية وتذليل كل العقبات غير المُبَّرَرَة، إذا استطاع الشباب تثمين وتعزيز الطاقة الهائلة التي أبرزها في هذه الأثناء.. أنا على يقين أن لدينا فريق أحلام للذهاب معا.. بعيدا جدا.
وخلال الفترة القادمة، سوف يكون التضامن هو الاسمنت الذي يجمع صفوفنا.. إذ يمكننا أن نحقق في 5 سنوات ما لم نحققه في 20 سنة، لأن الإرادة موجودة والجميع متفق على التشخيص العام لوضعنا الراهن.
ولبلوغ الغاية النبيلة، يجب الابتعاد عن الانهزامية وعن التصادم بين النموذج التقليدي والعصرنة وبين الأجيال.. يجب أن نكون في قمة الوعي، لأن التطور ممكن والإبداع ضروري.. هنا أيضا للشباب دور رائد يجب أن يؤديه.
نحتاج اليوم، إلى العمل على التوجه نحو باقي العالم وعلى تطوير قدراتنا في الرقمنة والتكنولوجيات الحديثة عموما وتعزيز الطاقات المقاولاتية والإبداعية لأنها الدعائم التي تسمح لنا أن نحقق انطلاقتنا على الصعيد الدولي.
كل هذا مزروع في خلايا شبابنا، فيجب تسليمهم المشعل، لأنهم بكل تأكيد هم الأفضل والأكفأ لبناء مستقبلهم الآن.
عاشت الجزائر، عاش شباب الجزائر
*رئيس مجمع عمر بن عمر