لا يزال حليب الأطفال “سيليا” بأصنافه الوارد بشأنها قرار السحب من الأسواق الجزائرية بسبب اشتباه في احتوائها على بكتريا “السالمونيلا”، متوفرا على مستوى بعض المحلات والصيدليات، التي يؤكد أصحابها بأنهم لم يتلقوا لحد كتابة هذه الاسطر أية تعليمة من وزارة التجارة أو الصحة بخصوص سحب المنتج، فيما سارع بعض أصحاب المحلات إلى سحب الأصناف المعنية من رفوف المحلات بناء على التحذيرات التي أطلقتها وسائل الإعلام يوم أمس الإثنين. 

الصيدليات لم تتلق اية تعليمات بسحب حليب “سيليا“

ورغبة منا في الوقوف ميدانيا على الإجراءات المتخذة من قبل السلطات بخصوص سحب هذا المنتج المريب من الأسواق، بعد صدور قرار سحب منتوجات مصنع “لاكتاليس” لحليب الأطفال يوم الأحد الفارط في فرنسا لثبوت تلوثه بجرثومة “السالمونيلا”. دخلنا إلى واحدة من أكبر الصيدليات في وسط العاصمة (بمحاذة محاطة الميترو)، وطلبنا حليب الأطفال “سيليا 1” واحد من الأصناف المعنية بالسحب، لنتفاجأ بتوفره في الصيدلية واستمرارها في بيعه للمواطنين، وفي سؤالنا لمسؤولة الصيدلية إذا ما كانت كل أصناف حليب الأطفال سيليا متوفرة أجابت بان كل الأعمار متواجدة في رفوف الصيدلية، و بأنهم لم يتوقفوا عن بيعها لأنهم لم يتلقوا أية تعليمة بسحب المنتج من رفوف المحل. لتقاطعها زميلتها بأنهم سمعوا عن طريق الإعلام ببيان شركة سيليا لكنهم لم يستجيبوا لأن وزارة التجارة ووزارة الصحة لم يبدو أي رد فعل في الموضوع.

صيادلة: الخطر في المحلات التجارية 

بمحاذاة الجامعة المركزية دخلنا صيدلية ثانية، حيث أكد لنا الصيادلة بأن حليب سيليا منتوج نادر التواجد على مستوى الصيدليات لأنه ليس منتج صيدلاني وإنما منتج تجاري يتوفر بشكل كبير على مستوى المحلات الكبرى والمراكز التجارية، مؤكدا بأن أغلب الصيدليات لا تتعامل في هذا المنتج، رغم أن عددا من أصنافه تعتبر صيدلانية مائة بالمائة غير ان انتشاره في السوق السوداء جعله يخرج عن شبكة التوزيع الخاصة بالصيدليات.

 أما مسؤولة الصيدلية ساحة البريد المركزي فقد أكدت بانها استقبلت صباح اليوم الكثير من المواطنين القلقين بخصوص حليب الأطفال سيليا وكيف يمكن استبداله بحليب آخر، مؤكدة بأنها سمعت بالموضوع من الإعلام فيما لم تتلق أية تعليمة تخص الموضوع. مضيفة بان أصناف حليب الأطفال المعنية بالسحب متداولة على نطاق ضيق في الجزائر بسبب ارتفاع أسعار هذا المنتج المستورد.   

أصحاب المحلات يسحبون المنتج بناء على تحذيرات وسائل الإعلام

 هو ما أكده أغلب أصحاب المحلات الذين تحدثنا اليهم في العاصمة (عميروش، خليفة بوخالفة، العربي بن مهيدي ..) والذين قالو بأنهم لا يتعاملون في هذا المنتج بسبب ارتفاع سعره. فيما أفاد صاحب مساحة تجارية كبرى في ساحة العربي بن مهيدي، سحبه لكل الأصناف المعنية بالسحب من السوق خاصة حليب الأطفال الخاص الفئات العمرية 1 و2 و ،3 مؤكدا بأنه احتفظ بالأصناف غير المعنية بالسحب والتي تعتبر الأكثر تداولا في السوق، ويتعلق الأمر بسيليا الخاص بالأطفال ضعاف النمو developو سيليا sro الخاص بالأطفال الذين يجدون صعوبات في هضم الحليب. 

ورغم محدودية تعامل الصيدليات والمحلات التجارية في العاصمة بمنتوجات حليب سيليا، يبقى الخطر قائما في ظل استمرار بيعها على مستوى عدد منها في انتظارهم بوصول تعليمة وزارة التجارة التي كانت قد أعلنت عن إجراءات وقائية في الموضوع وهو ما لم يتم تطبيقه لحد الساعة ليبقى خطر هذا الحليب قائما حتى وان كان الامر يتعلق بمجرد شكوك وإجراءات وقائية.