search-form-close

سعيد سعدي يتحدث عن العهدة الخامسة، غديري، الأحزاب والوضع السياسي في الجزائر

  • facebook-logo twitter-logo

الجزائر  – TSA عربي : خرج اليوم الاربعاء 13 فيفري، سعيد سعدي، الرجل السياسي والمؤسس والرئيس السابق للارسيدي عن صمته، ليعطي تشخيصا للوضع السياسي في الجزائر، المقبلة على الانتخابات الرئاسية المزمع تنظيمها يوم 18 أفريل، عبر مساهمة خص بها “TSA”.

سعيد سعدي يعتبر أن هذه المساهمة هي من أجل تقديم تحليل واضح قدر الإمكان للوضع الجزائري الذي يعتبره أنه “للأسف مع تجسيداته الحالية وآياته المظلمة”، مؤكدا أنه “ليس مرشحًا لأي منصب على الإطلاق”.

ويرى سعيد سعدي ان “الجزائر أخطأت في انطلاقتها بعد الحرب، لتبرير مترشح غريب الأطوار ومهين لنفسه ولأمته، الرئيس مدى الحياة الذي لم يجد شيئًا أفضل من أن يعلن عن فكرة تنفيذ الإصلاحات الأساسية التي تنادي بها المعارضة الديمقراطية منذ عشرين عامًا..”.

نسخة فنزويلا

ويتساءل سعيد سعدي “ما الذي يمكن مناقشته إذا ويستحق التفكير في إيجاد البدائل”، معتبرا إنها الأسباب الموضوعية والذاتية التي جعلت من البلد الجنة نسخة أفريقية عن فنزويلا ، التي كان رئيس الدولة مخمرا بالسلطة ومتجاهلا لمحنة شعبه، ليضع في نهاية المطاف بلاده تحت الوصاية، على الرغم من أن الملايين من الناس في كاراكاس يسيرون في الشوارع منذ عدة أشهر للتأكيد على رفضهم الخضوع، بينما انفجرت في الجزائر إشاعات عن عودة الإمام المهدي.

ويرى سعيد سعدي أن الجزائر التي عاشت بمعالمها الرمزية، وأسسها المؤسساتية ومبادراتها السياسية، تشهد انحدارا ثقافيا، وعطلا اجتماعيا وركودا اقتصاديا، مؤكدا انه وفي مواجهة هذه المشاكل ، يلجأ معظم الفاعلين السياسيين إلى الإنكار.

كما يرى زعيم الارسيدي السابق أن أكثر المقترحات جراة هو أن رفض العهدة الخامسة سيكون كافيا لاستعادة المصداقية، الاستقرار و أداء الدولة.

كما يؤكد سعيد سعدي قائلا “نحن نلمس قاع المشكلة الوطنية. المأزق الجزائري ليس مخيفا فقط في الأساس، إنه معقد وله تداعيات”، مضيفا أنه تم”التدجين الثقافي والسياسي للنخب الذي يحول دون التفكير خارج المحيط المفهومي الذي رسمه ميزان القوى الذي يحكمه العنف والتعتيم التاريخي”.

ويؤكد سعدي أنه وبدلاً من استكشاف القضايا المتزايدة التي لا يزال بالإمكان فتحها بنوايا حسنة، يدعي أصحاب المصالح المختلفون أنه باستخدام نفس الإجراءات والعمل في نفس الحالات، يمكنهم احتواؤها، وإلا فإنه سيتم حجر “الصفائح التكتونية”، معتبرا أن القضية خطيرة لأن اتساع الهوة أصبح الآن يهدد شبه القارة بشمال افريقيا بأكملها.

الأحزاب، غديري والرئاسيات

كما يعرج سعدي في حديثه الى الوضع الذي عاشته الجزائر منذ نحو أسبوعين، حيث يقول إن الجزائر كانت تعيش “فراغا” دستوريا، بسبب أن رئيس الدولة غير مرئي وغير مسموع، ومجلس الأمة بدون رئيس، ومجلس شعبي وطني مسحوق بالانقلاب، ورئيس الأركان الذي أقسم أنه لا يمارس السياسة، ويشكلون الإمكانيات السياسية والإدارية المذهلة للبلاد، وبملخص جيد فإن الرجل ، الذي يقف على رأس التكتل والذي يقدم نفسه باعتباره العمود الفقري للتحالف الرئاسي، يقرر فقط حل جميع هياكل الحزب.

ويضيف أنه وفي هذه الحالة وبوجود روح بلا وجه يوجد أربعة أوغاد بقواعد نضالية لا تغطي حتى عائلاتهم، يتم تعيينهم للأعمال المنزلية، ولضبط المشهد، وتسوية خلافاتهم بقدر الإمكان، من أجل تلميع المرشح الملصق.

في حين ان حزبين من المعارضة الارسيدي والافافاس، عارضوا بطريقتهم الخاصة وبشكل قطعي الانتخابات.

أما عن حركة مجتمع السلم، فيقول سعيد سعدي أنها “الاستثناء الذي يؤكد القاعدة”، مؤكدا أنه يمكن “للأخ المسلم” أن يستحضر وضعًا تنافسيًا، لكن استراتيجيته لا تزال غير ملموسة: فالانتماء هو نهج لن ينكره أي شيء على الإطلاق. النهج له منطقه وطريقته.

أما بالنسبة للعشرات من المترشحين الفلكلوريين، الذين ظهروا بسرعة كبيرة جداً، فيرى سعيد سعدي أنها هي التي توضح هذه اللحظة التاريخية الفريدة، معتبرا أن حضورهم الصاخب هو في الأساس، التعبير الأكثر إخلاصاً عن تحلل الاضطراب السياسي الجزائري.

أما عن المترشح الحر علي غديري، فيقول سعيد سعدي “ضابط سامي سابق ، من المحتمل تقديره كشخص، يضمن الحلول للعواصف التي تتراكم فوق رؤوسنا، وبينما يناضل من أجل إعطاء مضمون لنواياه .. تتكهن الأصوات بالدعم الكبير والنشيط الذي يحصل عليه في صفوف الجيش، مرة أخرى ، يتم دعوة المواطنين لتفويض إرادتهم الحرة لألغاز الأجنحة التي تضمن حقوقهم وحريتهم الآلة الروسية لا تزال مستمرة”، ويضيف “بالإضافة إلى عدم وجود أي شيء لتأكيد هذه المزاعم ، يجب أن نكرر مرة أخرى ، أن المساومات الغامضة في المستوصفات العسكرية ليست هي الحل بل سبب البؤس القومي، وحتى لو كانت حقيقية وقابلة للتحقق، فإن الشخص الذي سيستفيد منها سيكون بالضرورة ملزما بها”، وتابع “إذا التزمنا بتجارب الماضي ، فإن الرهان على الأقل محفوف بالمخاطر، فلم يكن بن بلة ولا الشاذلي ولا زروال قادرين على تحرير أنفسهم من علاقات الاتصال الخطرة التي جلبتهم إلى السلطة، لقد نجا بوتفليقة لأنه حرفي من جماعة وجدة، فقد استجاب لكافة مطالب الجنرالات، فتخصيص 12 مليار دولار للقطاع العسكري في بيئة اقتصادية بطيئة تشهدها الجزائر دليل على أن السلطة لا تزال تحكمها دوقية عسكرية مهيمنة.

الحل

ويؤكد سعيد سعدي أنه “ليس لدينا خيار سوى إعادة التفكير في القيم والميكنزمات العملياتية الجديدة خارج القواعد السياسية للنظام”، مؤكدا أن “المعركة ستكون صعبة ، وهذا لا يعني أنها لن تكون عادلة إذا أعطينا لأنفسنا الوسائل لإعدادها بكل وضوح”، وأضاف “لم يحصل الجزائريون على استقلالهم لأن لديهم قوة تفوق قوة الجيش الفرنسي. حرروا أنفسهم في اليوم الذي فهموا فيه أنه لا يوجد شيء من الأمل من النظام الاستعماري”.