search-form-close

في عيدهم الوطني : من يسمع صرخة “شيتور”والصحافيين الجزائريين ؟

  • facebook-logo twitter-logo

الجزائر – TSA عربي: دعا صحافيون جزائريون إلى إطلاق سراح زميلهم سعيد شيتور، المعتقل منذ 16 شهراً دون محاكمة، بتهمة التجسس بعد زيارة إلى إسبانيا، تُشكك السلطات في خلفياتها وتصفها بـ”المشبوهة”، لكن المتهم ينفيها جملة وتفصيلاَ.

احتضن مقر دار الصحافة “الطاهر جاووت” وسط العاصمة، اليوم الثلاثاء 22 أكتوبر 2018 وقفة إحتجاجية بمناسبة اليوم الوطني للصحافة، حملت شعار “الصحافة ليست جريمة”، بمشاركة وجوه إعلامية من مختلف وسائل الإعلام الجزائرية ومنظمات حقوقية ونقابية.

 

 

صرخة العائلة

وأبدت والدة سعيد شيتور تخوفها من تدهور الحالة الصحية لابنها المحتجز بعد  فقدانه لأكثر من 30 كلغ من وزرنه، مؤكدة أن الغموض الذي يلف قضيته وعدم محاكمته زاد من مخاوف عائلته وأولاده.

وجدّدت والدة شيتور، المدعوة لويزة، نداءها إلى الرئيس عبد العزيز بوتفليقة للإفراج عن إبنها، مؤكدة أنه بعكس التهم المنسوبة إليه، فإنه رجل محب ومخلص لوطنه.

وأضافت المتحدثة” احتجاز إبني أدخلني في كابوس حقيقي.. لم أعد أعيش حياتًا طبيعية”، مشيرة إلى أن أطفال ابنها الثلاثة وزوجته أصيبوا بصدمة عميقة بسبب استمرار احتجازه دون وجود أدلة.

بالمقابل، نفت شقيقته في رسالة لها التهم الموجهة إلى سعيد شيتور، بخيانة البلاد في ظل غياب دلائل اتهامه بهذه الجريمة الخطيرة، مشيرة “رغم الضغوطات المفروضة على العائلة لالتزامها الصمت إلا أنها لن تفعل لأنها واثقة أن الصمت قد يكون قاتلا للصحافيين عامة وللسعيد شيتور بصفة خاصة”.

واعتبرت نفس المتحدث” إذا كان أخي صحافيا غربيا( أو عميلا لمصلحة أجنبية معادية لبلاده) لرأينا “بي بي سي” و”واشنطن بوست” ووسائل الإعلام الأنجلوفونية التي كان مراسلاً لها، تنادي باحترام القانون وحقوق الإنسان. لكن من حسن حظ أخي أنه جزائري وها هي العائلة الكبيرة لطاهر جاووت تقف بجانبه”.

بالمقابل قال الصحفي والناشط الحقوقي سعيد بودور، إنه في حال استمرار سجن سعيد شيتور دون محاكمة، فإن مجموعة من الصحافيين ستدخل في إضراب عن الطعام، مؤكدًا “الحالة الصحية للصحفي المسجون جد متدهورة خصوصًا في ظل معاناته بمرض السكري وفقدانه لأكثر من 30 كلغ من وزنه”.

سيناريو تامالت

من جهتها دعت ممثلة منظمة العفو الدولية “أمنيستي إنتارناشيونال”،حسينة أوصديق، السلطات الجزائرية إلى الإفراج الفوري عن الصحفي سعيد شيتور، منتقدة الظروف الصعبة التي تواجه الصحافيين أثناء تأدية مهامهم.

وقالت المتحدثة إن السكوت عن الخروقات القانونية التي يتعرض لها شيتور من شأنها أن تقودنا إلى مشهد درامي آخر شبيه لما وقع للصحافي المتوفي محمد تامالت نهاية عام 2015، منددة بتأخر صدور نتائج التحقيق في ظروف وفاته داخل السجن.

في حين أشاد لبتر لزهر، الصحافي السابق بخصال السعيد شيتور، داعيًا كل مدراء الصحف الأكثر انتشارا في الجزائر على غرار الوطن، الخبر، ليبرتي وعناوين أخرى، إلى تبني قضية سعيد شيتور من خلال تخصيص صدر صفحاتها الأولى للدعوة إلى إطلاق سراحه في توقيت واحد.

بالمقابل أكد مدير نشر جريدة الوطن، عمر بلهوشات، إلى أن قضية سعيد شيتور مسألة تخص جميع الصحافيين الجزائريين لأنها محاولة من السلطة لإضعاف وسائل الإعلام الجزائرية.

إلى ذلك، ندّد محامي الصحافي المحبوس، ميلود الإبراهيمي، بعدم إحالة ملف موكله شيتور إلى العدالة لحد الساعة، في ظل تجاوز المدة القانونية المتعلقة بالحبس المؤقت والمحددة بـ12 شهراً (أربعة أشهر قابلة للتجديد ثلاث مرات) من قانون الإجراءات الجزائية”.

واعتُقل الصحافي سعيد شيتور الذي يعمل لصالح مؤسسات إعلامية أجنبية في أوت 2017، بتهمة تقديم معلومات حساسة عن الجزائر للمسؤولين الأجانب، وهو ما أنكره الصحافي جملة وتفصيلا.

 نفض الغبار

من جهة أخرى، أكد تنظيم “مبادرة كرامة الصحافي” في وقفته المنظمة اليوم الاثنين، في ساحة حرية الصحافة بالعاصمة، أن الأوضاع الصعبة التي يعيشها أهل المهنة تستدعي وقفة جدية لتحسين الأوضاع السيئة جداً التي باتت يتخبط فيها قطاع الإعلام.

ودعا الصحافي بجريدة الشروق اليومي محمد مسلم إلى ضرورة ” نفض الغبار” عن قطاع الإعلام، والتحرك نحو تأسيس نقابة تحمي حقوق جميع الصحافيين في إطار منظم،  مشددًا على ضرورة إنشاء قانون بالصحافيين العاملين في القطاع الخاص الذي بات يلعب دورا فاعلا في صناعة الرأي الوطني.

وهو ما ذهب إليه الصحفي رياض بوخدشة الذي إعتبر أن المشهد الاعلامي الجزائري يعيش نكبة حقيقة في ظل تنصل الحكومة من مهامها في تنظيم القطاع الذي بات يوظف اليوم ألاف الصحافيين عبر وسائل إعلامية مختلفة.

رفض الاعتداءات

وأمام مبنى المجلس الشعبي الوطني بشارع زيغود يوسف، نظم مجموعة من الصحافيين وقفة احتجاج لمساندة الصحافي بقناة “الشروق نيوز” بلقاسم جير، الذي تعرض لاعتداء لفظي وجسدي من طرف نائب عن التجمع الوطني الديمقراطي، قبل أربعة خلال تغطية اعتصام النواب وغلق البرلمان.

الوقفة التي حضرها نواب من المجلس الشعبي الوطني، دعت إلى ضرورة توفير الحماية للصحافيين أثناء تأدية مهامهم، كما هو معمول به في كل دول العالم التي تعتبر الصحافة شريك أساسي في النهوض بالدولة وازدهارها.