search-form-close

لماذا يهرب الشباب من الجزائر بطريقة غير شرعية.. وزير الداخلية يوضح

  • facebook-logo twitter-logo

الجزائر- TSA عربي: لا تزال السلطات العمومية تبحث عن 96 مفقود جزائري هاجروا بطريقة غير شرعية خلال عام 2018، فيما انتشلت قوات خفر السواحل 119 جثة لأشخاص هلكوا في عرض البحر الأبيض المتوسط، كثير منهم لم ينطلقوا من الجزائر، بحسب إحصائيات مقلقة قدمتها وزارة الداخلية.

51 صفحة فايسبوكية تحريضية

نور الدين بدوي، خلال إفتتاحه أشغال المنتدى الوطني حول ظاهرة ” الحرقة” اليوم السبت 19 جانفي، بنادي الصنوبر البحري، أعلن عن تحديد 51 صفحة على مواقع التواصل الاجتماعي (فايسبوك) تشجع الشباب على الهجرة غير الشرعية (الحرقة)، فيما كشف عن إنجاز ملفات قضائية ضد مسيرها، وإستكمال التحقيقات لرصد الصفحات الافتراضية الأخرى.

ولفت وزير الداخلية، إلى أن ” شبكات التواصل الاجتماعي هي الزاوية المظلمة لظاهرة الهجرة غير الشرعية التي تَخفَي عن الكثيرين، كونها أصبحت الفضاء المفضل للمهربين ولمنظمي رحلات الحراقة عن طريق الترويج لخدماتهم واصطياد ضحاياهم من الأبرياء”.

“مسيري صفحات تشجيع الحرقة، يختفون وراء أسماء مستعارة وشخصيات وهمية لمحو أثار جريمتهم فبعض هؤلاء المهربين ينشؤون صفحات على فايسبوك تشتمل على مضامين تشجع على الحرقة يستغلونها للتواصل مع الشباب وتحريضهم ومن ثم اقتراح رحلة من رحلات الموتى المبرمجة مقابل مبالغ مالية معتبرة”، يردف المتحدث.

إنتشال 119 جثة و96 مفقود

وفي السياق، كشف وزير الداخلية، عن أرقام مرعبة حول تداعيات ظاهرة الهجرة غير الشرعية (الحرقة) خلال عام 2018 حيث انتشلت قوات خفر السواحل 119 جثة لأشخاص هلكوا في عرض البحر، كثير منهم لم ينطلقوا من الجزائر إلا أن التيارات حملتهم إلى شواطئنا.

كما عبر ممثل الحكومة عن أسفه على الشباب الذين ركبوا عرض البحر خفية وانطلقوا ولم يظهر عليهم أي خبر لليوم، إنهم المصرح بهم ” مفقودين”، وعددهم 96 مفقود “تعمل السلطات المختصة للبحث عنهم وتتبع أثارهم علها تصل الى كشف مصيرهم وإراحة أهاليهم” وفق تصريحات المتحدث.

ونوه بدوي إلى عشرات الذين تم انقاذهم في أعالي البحار وكذا الذين تم إرجاعهم ومنعهم من الاقدام على هذه المخاطرة.

الخديعة

وقال بدوي، أن التحقيقات التي أجرتها المصالح المختصة أثبت أن هؤلاء الأشخاص الذين ينظمون رحلات ويرتبونها بشكل دقيق في بعض الحالات ويحسنون محو اثار افعالهم الاجرامية “أناس من بني جلدتنا باعوا ضميرهم وأعمت بصيرتهم الأطماع فصارت حياة هؤلاء الشباب لا تعنيهم”.

وأوضح بهذا الخصوص، عن التوصل إلى “أمور يندى لها الجبين تكشف وحشية هؤلاء المهربين ومدى فقدانهم لمعاني الإنسانية” متسائلا ” كيف لا وهم يدفعون بشباب بريء وغير مدرك للمخاطر على متن قوارب كثير منها غير صالح للإبحار بعتاد غير ملائم ويفتقد لأدنى شروط الامن والسلامة”.

334 شخص أمام العدالة

وتشير الأرقام، إلى فتح 200 قضية على مستوى العدالة وتقديم 334 شخص أمام الجهات القضائية خلال سنة 2018 ، أدين 24 شخصا منهم بالسجن النافذ لسنوات عديدة، في حين لا تزال ” المجهودات متواصلة للكشف عن عدد معتبر من هؤلاء المهربين تم تحديد هويتهم”، بحسب وزارة الداخلية.

وهدد بدوي، بكشف هؤلاء المجرمين واحدا واحدا، ومعاقبتهم بحجم ما سببوه من الألم، مشددا ” أنا متيقن من أن العدالة لن تتسامح معهم”.

ووجه المتحدث دعوة إلى القوات البحرية وحرس السواحل وكل الأسلاك الأمنية إلى بذل “مزيد من التضحية والجهد قصد إفشال هاته المخططات التي تحاك هنا وهناك لإيقاع الشباب من طرف مجرمين يسعون للمال”.

الشباب لا يهربون من البطالة

ورد وزير الداخلية ضمنيا على الأشخاص الذين يحملون الحكومة جزء من مسؤولية هجرة الشباب الجزائري في عرض البحر بطريقة غير شرعية بسبب ظروفهم المعيشية الصعبة.

وقال بهذا الخصوص” عديد الحالات لا تتعلق بظروف اقتصادية وإجتماعية غير مناسبة بالنظر إلى فرص العمل والاستثمار المتوفرة، بل تكون في غالب الأحيان من أجل البحث عن مركز اجتماعي وتحقيق الكسب السريع وهو ما بينته دراسات المصالح المختصة”.

وسرد بدوي جملة التسهيلات التي أقرتها الحكومة لمرافقة الشباب البطال على غرار دعم انشاء المؤسسات الناشئة، وتخصص نسبة 40 بالمائة من السكنات الاجتماعية للشباب التي تقل أعمارهم عن 35 سنة وكذا التخفيضات على معدل الفائدة الذي تطبقه البنوك والمؤسسات المالية بالنسبة على القروض الممنوحة للمستفيدين من جهاز القرض المصغر”.

أغاني الحرقة تزعج الحكومة

ونقل نور الدين بدوي، انزعاج الحكومة من الأغاني التي يتم ترديدها في الملاعب الجزائرية، والتي تتحدث عن ظاهرة الحرقة، مشددا في السياق ” كما صارت دعائم التواصل الاجتماعي تُستغل للترويج لأغاني شبابية يؤديها بعض أبنائنا تجدها مليئة بالإحباط واليأس لا يدرك أصحابها خطورتها وحجم الضرر الذي ينجم عنها وكم من أرواح قد تفقد بسببها”.

ودعا بدوي الشباب للتحلي بالتعقل وروح المسؤولية وأن يدركوا الفن بكل صوره هو رسالة للحياة، رسالة للأمل ورسالة مسؤولة وواعية”.

خطاب التيئيس

وعاد وزير الداخلية لمهاجمة بعض السياسيين الذين يزرعون خطاب التيئيس وسط الشباب، مخاطباً إياهم قائلا ” الذين يعتلون بعض مناير الاعلام للترويج لخطابات التيئيس ونشر الإحباط وقتل الأمل والتحريض حتى على الحرقة، هي خطابات جوفاء تبعدث عن المجازفة والموت وكان يرتجى فيهم المساهمة في توعية أبنائنا وتحسيسهم حول خطورة هذه المجازفة الخطيرة”.

وأضاف ” كفاكم متاجرة بأرواح هؤلاء الشباب كفاكم أنانية وأنتم تدفعون بأبناء غيركم إلى الموت كفاكم عبثا بمستقبل إخوتكم طمعا في مغانم معروفة”.

بدوي، وصف الأرقام المسجلة بـ” المأساة”، داعيا الخبراء المشاركين في ندوة ” الحرقة” إلى إيجاد حلول، والبحث عن عوامل تطور هذه الظاهرة وكيف لهؤلاء الشباب خوض هذه المغامرة وترتيبها وتنظيمها بجميع العتاد اللازم والمال الكافي والتقائهم في مكان محدد ووقت معلوم رغم قدومهم من مختلف ولايات الوطن.