search-form-close

الجزائر – التزامات بوتفليقة: نية حقيقية في التغيير أم مناورة لتهدئة الشارع؟

  • facebook-logo twitter-logo

الجزائر – TSA عربي: فضل الرئيس عبد العزيز بوتفليقة الساعات الأخيرة لإيداع ملف ترشحه، عن طريق مدير حملته عبد الغني زعلان، مع بعث رسالة الى الجزائريين في محاولة لامتصاص الغضب المتزايد من ترشحه لعهدة خامسة.

الرسالة تضمنت تعهدات والتزامات سيقوم بها في حال فوزه في انتخابات 18 أفريل، حيث وعد بتنظيم ندوة وطنية تجمع جميع للتيارات السياسية، وتنظيم انتخابات مسبقة لن يترشح فيها، يتم تحديد موعدها خلال الندوة الوطنية.

كما وعد بمراجعة عميقة للدستور عن طريق الاستفتاء، كما يقول إنه “سمع” الجزائريين الذين تظاهروا ضد العهدة، حيث جاء في نص الرسالة “نمت إلى مسامعي، وكلي اهتمام،آهات المتظاهرين، ولاسيما تلك النابعة عن آلاف الشباب الذين خاطبوني في شأن مصير وطننا”.

ومن الملاحظ في رسالة بوتفليقة هو التطرق بشكل مباشر الى المسيرات، فبعد تجاهلها بشكل كبير منذ بدايتها، او على الأقل في الرسالة التي وجهها بمناسبة تأسيس النقابية المركزية وتأميم المحروقات يوم 24 فيفري، تحدث بشكل غير متوقع بأنه استمع الى الشارع.

الرئيس بوتفليقة، هذه المرة ركز بشكل كبير على تغيير النظام والجمهورية الثانية في قوله، ” وإنني لمصمم، بحول الله تعالى، إن حباني الشعب الجزائري بثقته فيَ مجددا، على الاضطلاع بالمسؤولية التاريخية بأن ألبي مطلبه الأساسي، أي تغيير النظام”، وقال أيضا ” وأدعوكم الآن جميعا، في هذه اللحظة، إلى كتابة صفحة جديدة من تاريخنا ولنجعل من الموعد الانتخابي لـ 18 أبريل المقبل شهادة ميلاد جمهورية جزائرية جديدة كما يتطلع إليها الشعب الجزائري”.

غير أن هذه الالتزامات غير واضحة وتتسم بالغموض، كما انها لا تتماشى مع غالبية الشعب الذين تظاهروا مطالبين برحيله وعدم الترشح لعهدة خامسة، قبل أن تتوسع مطالبهم إلى تغيير النظام مع إصرار السلطة على التزام الصمت.

ومن الغموض الذي يكتنف هذه الوعود من الرئيس بوتفليقة هو تاريخ عقد الندوة الوطنية، فلا يوجد ما يمنع من عقدها بعد أربع سنوات ونصف على سبيل المثال.

كما أنه لا يجيب على السؤال الكبير الطي تطرحه الجماهير وهو: لماذا هذا الإصرار على الرغبة في عهدة خامسة ، في ظروف يعرفها الجميع ، وفي حالته الصحية المتدهورة، وتفدمه في السن.

هذه الرسالة لم تكن بمثابة مسكنات للجزائريين، بل كانت سببا في خروج المئات في مسيرات ومظاهرات مباشرة بعد إعلان الترشح في العديد من الولايات، ولو كان الأمر ليلا، كما لم يسكن من غضبهم أيضا تنحية عبد المالك سلال وتعيين زعلان مكانه.