search-form-close

الجزائر – فتح الحدود مع المغرب، التأثر بتركيا، الاعتذار للعراق… مقري في حوار مع TSA عربي (الجزء الثاني)

  • facebook-logo twitter-logo

الجزائر – tsa عربي: بجرأة غير معهودة، توغّل رئيس حركة مجتمع السلم، عبد الرزاق مقري في الجزء الثاني من حواره مع tsa عربي، في ملف العلاقات الجزائرية المغربية، إذ أعاب على قيادة البلدين استمرار غلق الحدود البرية، واصفًا ذلك بـ”الخطأ على المستوى السياسي، الاقتصادي، والاجتماعي”.

ورافع زعيم حمس، لضرورة فتح الحدود ذلك أنه” لا فرق بين مواطن مغربي يسكُن في وجدة وآخر جزائري يقطن في مغنية” على حد تعبيره، في الوقت ذاته، أثني مقري على مواقف الجزائر الدبلوماسية حيال بعض القضايا الدولية والإقليمية، إذ صنفها في خانة “الجيدة والمتوازنة”.

قيل كلام كثير عن الدبلوماسية الجزائرية، في الآونة الأخيرة، كيف تقيمون أداءها من منظور حزبكم؟

على العموم نحن متوافقين مع السياسية الخارجية للجزائر، لأنها جيدة وهي من الأمور التي بقيت تتسم بالكثير من الحكمة والتوازن، فمثلاً نحن ندعم سياسة الجزائر في تونس وليبيا وحتى في القضية الفلسطينية لأن لها مواقف مشرفة، لكن لنا بعد المؤاخذات على أدائها في بعض المسائل، ولا أريد أن أدخل في التفاصيل.

يعيب عليكم البعض انتقادكم الدائم للدبلوماسية الجزائرية، أين مكمن الخلل؟

نحن ننتقد بعض الأشياء المحددة، ونصرح أننا متوافقين على العموم، ذلك أمر طبيعي ولا يشكل حرج بالنسبة إلينا، لأننا حزب سياسي، ولكل تشكيلة سياسية برنامج تتبعه سواء في المسائل الاقتصادية، أو السياسية وحتى فيما تعلق بالشأن الخارجي الدبلوماسي، فأنا لدي رؤية للعالم.

وأعيد كلامي مرة أخرى، لا يمكن أن نكون ضد السياسة الخارجية في فلسطين بالدرجة الأولى، أو في تونس وليبيا لأنها حكيمة، كما أن موقف الجزائر بعدم التدخل في شؤون البلدان، مسألة نساندها.

الاعتذارات المتكررة لوزارة الشؤون الخارجية، لبلدان عربية مثل المملكة العربية السعودية والعراق، أزعجت البعض، هل ينسحب هذا الشعور على حمس أيضًا؟

في الحقيقة أتعبوا أنفسهم في الاعتذارين، سواء في قضية السعودية أو العراق، حقيقة هناك شعب تكلم في الملعب وعبر عن رأيه، فما علاقة وزارة الشؤون الخارجية في الموضوع. لا يمكن كتم أنفاس الجميع وفي كل مكان.

وأعتقد أن الاعتذار ليس في محله لأن تلك الهتافات لم تصدر عن جهة رسمية وبالتالي ليس هناك ضرورة لتوجيه إعتذارات، قد يكون الاعتذار مقبولاً في حالة ما إذا كان خارج الإطار الرسمي، كاتصال هاتفي أو لقاء. أما أن يتم الاعتذار بصفة رسمية وعن طريق هيئة من هيئات الدولة ويتم إصدار بيانات فهذا الأمر غير لائق. لم نفعل شيء ضد تلك الدول حتى نعتذر منها.

قبل أيام، أثارت تصريحات المشير خليفة حفتر ضجة كبيرة في الجزائر وخارجها، هل ترون أن هذه الخرجة برئية أم هناك جهات تقف ورائها؟

الجهات التي تقف وراء خليفة حفتر معروفة بشكل علني، وهي مصر والامارات العربية المتحدة، حيث تدعمانه بالسلاح والعتاد، بالإضافة إلى دول غربية مثل فرنسا، والمعروف أيضا أن خليفة حفتر صناعة أمريكية.

مضت 24 سنة على غلق الحدود البرية بين الجزائر والمغرب، برأيك ألم يحِن الوقت بعد لإعادة فتحها؟

للأسف هي علاقات متوترة، ويجب أن تجد الجزائر والمغرب صيغة لكي لا يكون ملف الصحراء الغربية سبب لتوتير العلاقات الثنائية بين البلدين، نحن مصيرنا مشترك لأننا شعب واحد وتجمعنا ثقافة ولغة ومذهب واحد وجغرافية واحدة، يعني من الصعب التفريق بين مواطن مغربي يسكن في وجدة ومواطن جزائري يسكن في مغنية، وهناك من هم متزوجين مع بعض من البلدين.

الشعب المغاربي له خصائص مشتركة، شعب يجمعه الكسكسي والبربوشة، والبرنوس. لا يوجد شعب له أكلة واحدة مثلنا. العناصر التي تجمعنا أكثر من تلك التي تفرقنا، ولذا نقول علينا إيجاد صيغة لحل ملف الصحراء الغربية بعيدًا عن التشنج بين المغرب والجزائر.

أما قضية فتح الحدود فهي مسألة لا علاقة لها بالصحراء الغربية، وهذا خطأ لا يجب أن يستمر، وأمر غير مقبول ولا معقول، لا سياسيًا ولا إقتصاديًا ولا ثقافيًا ولا حتى اجتماعيا . ونحن لا نوافق على غلق الحدود . لأنه لا يوجد سبب مقنع.

إعترف الرئيس إيمانويل ماكرون بمسؤولية فرنسا في تعذيب وقتل موريس أودان، كيف تنظرون إلى هذه الخطوة؟

ليس موريس أودان، وحده من عُذب وقُتل. هل لأن إسمه موريس تم الاعتذار لعائلته؟ ماذا عن محمد وعبد الله، والزوبير والعياشي وعويشة وغيرهم كثر ممن عذبوا على أيدي الاستعمار..؟ فرنسا عذبت مئات الآلاف من الجزائريين وقتلت أكثر من 3 ملايين طيلة فترة الاستعمار، ولذا نحن لا نعبأ باعتراف ماكرون كونها خطوة شكلية لسياسات مرتبطه به وبيئته الداخلية، عليه أن يعترف بكل الجرائم الفرنسية.

هذا لا ينكر أن موريس أودان شارك في الثورة ونحن نعتبره من أهلنا، ما في ذلك شك. لكن الاعتذار لعائلة موريس دون الجزائريين، هو تمييز عنصري نرفضه.

هناك من يرى أن فرنسا مازالت حاضرة ثقافيًا وسياسيًا واقتصاديًا، هل تشاطرون هذا الرأي؟

نسبيًا دور فرنسا تراجع في الجزائر، لكن لا يزال لها وجود في الحقيقة، ومن يحرص على مصالحها في بلادنا، لكن نحن ما نرفضه هو الهيمنة الثقافية واللوبيات التي تشتغل لصالح فرنسا، وإلا فنحن نرحب بأي تعاون مبني على أساس احترام هوية وثقافة الجزائر وعلى أساس قاعدة رابح- رابح في الاقتصاد.

لماذا هناك إرادة لهيمنة اللغة الفرنسية على كل لغات العالم ؟. الفرنسيون الآن يدرسون بالإنجليزية وبحوثهم بالفرنسية. فلماذا يُراد لنا فرض اللغة الفرنسية؟ لغتنا الأصلية هي العربية والأمازيغية وليس الفرنسية. لذلك نريد الانفتاح ورؤية العالم بأعين وآلسنة أخرى. واللغة الفرنسية لا تسمح لنا بالانفتاح على العالم.

معروف عليكم تأثركم بالتجربة التركية، فهل هذا النموذج جدير بأن تتبعه الجزائر للخروج من الأزمة؟

لكل بلد خصوصيته.. لكن نستطيع الاستفادة من كل التجارب، ربما أنا تأثري بالتجربة الماليزية أكثر لأنني الأقرب منها والأقدم، والعلاقة بيني وبين مهاتير مباشرة، وكذلك لدي تأثر بالتجربة الأندونيسية ونحن مستفيدين من التجربة التركية ومطلعين على تجارب مثل الفيتنام، بولونيا، وفي إفريقيا الجنوبية والبرازيل. لكن نحتاج لمرحلة توافق وطني يطمئن الجميع لبعضه البعض. مستعدين للتنازل عن طموحاتنا خلال هذه العهدة، لكن يجب أن يرافع الاصلاح الاقتصادي، اصلاح سياسي، يسمح بالتنافس الحقيقي بعد التوافق.