search-form-close

الجيش أتعبته السياسة ولذلك أقلقه بوكروح

  • facebook-logo twitter-logo

يكاد رئيس حزب التجديد الجزائري سابقا ووزير التجارة في بداية عهد بوتفليقة، نور الدين بوكروح أن يتحول إلى بطل يواجه بمفرده المؤسسة العسكرية بقياداتها السابقة والحالية… هذه المؤسسة التي كان مجرد ذكر دورها السياسي من الطابوهات التي لا يمكن التطرق لها إلا بالإيحاء.

الصحفيون الذين عايشوا بداية الانفتاح الاعلامي يتذكرون جيدا الانزالات العديدة لأعوان الأمن إلى دار الصحافة دون سابق إنذار ودون شرح أسباب الانزال… وأول صحفي يصادفه أعوان الأمن في طريقهم يتم توقيفه دون البحث إن كانت له علاقة بالموضوع المحظور… هذه المؤسسة تشعر اليوم بأنها تتعرض للحقرة من طرف نور الدين بوكروح لأنه دعاها للتدخل.

نظريا بوكروح لم يرتكب أي جرم، ما عدا أنه عبر عن رأيه في الأزمة السياسية الحالية. وشأنه في ذلك شأن الصحفيين أحميدة عياشي وحفيظ دراجي وخليفة بوكروح في حزب التجديد جيلالي سفيان. ونظريا كذلك، رد مجلة الجيش الأخير وقبله رد الجنرال غديري وحتى قائد أركان الجيش من خلال الكلمات التي تناولها أمام مختلف وحدات الجيش، كلها ردود لم تتجاوز نطاق النقاش الحر.

لكن عندما تصر القيادة العسكرية على الرد على كل تصريح أو رسالة تتناول موضوع دور الجيش في السياسة أو تدعوهم صراحة للتدخل في الوضع الحالي… فهذا يعني أولا أن الجيش أتعبته تدخلاته في الشأن السياسي في المناسبات السابقة.

من الصعب على أي رجل سياسي في الجزائر سواء من المعارضة او من السلطة أن يتجاهل الدور الذي لعبه الجيش في كل المراحل التي مر بها نظام الحكم منذ الاستقلال ودوره في مختلف الأحداث التي عاشتها البلاد طيلة الفترة الماضية من الاستقلال، بدأ بأزمة صائفة  1962، وصولا إلى أحداث صيف 2001 بمنطقة القبائل مرورا بوقف المسار الانتخابي وقبلها أحداث أكتوبر 1988 … وعليه من الصعب على رجل سياسي عاقل أو ذي مصداقية أن يعتقد بأن الأزمة السياسية الحالية لا يمكن أن يحلها إلا الجيش.

الجيش إذن أتعبته السياسة رغم كون كل تدخلاته السابقة كانت تتم بأوامر القيادة السياسية، مثلما قال الجنرال المتقاعد عبد العزيز مجاهد لtsa عربي. وبالعودة إلى الأحداث نجد فعلا الجيش تدخل في صائفة 1962 لترجيح كفة أحمد بن بلة السياسي على رفقائه السياسيين. وتدخل في 1988 بأوامر صادرة عن الرئيس الشادلي بن جديد وتدخل في 1992 بقرار من هذا الأخير بالاستقالة وإقالة البرلمان في نفس الوقت. ولا يوجد في المواثيق الرسمية للدولة الجزائرية ما ينص على أن زروال إستقال في 1998 بأمر من الجيش… ومع ذلك بوكروح وغيره ممن دعوا الجيش للتدخل هذه المرة، محقون في نقطة مفادها أن تجديد قايد صالح في كل مرة وفائه لبوتفليقة هو دعم للوضع القائم الذي لا يمكن أن تتحمله الجزائر لسنوات أطول.